اعتبر الرئيس اللبنانى الأسبق ورئيس حزب الكتائب أمين الجميل أن بلاده تعيش مأساة وجودية وتجتاز أزمة نظام.
وقال الجميل، فى كلمة له خلال احتفال أقامه حزبه مساء أمس السبت، بمناسبة مرور 75 عاما على تأسيسه، إن من بين أسباب فشل مشاريع الإصلاح قيامها على هدف طائفى، وليس على أساس مؤسسات الدولة.
وأوضح أن تثبيت الاستقرار فى لبنان وإخراجه من دوامة الحروب الدورية تفرض على اللبنانيين مواجهة الحقيقة كاملة.
وأضاف أنه فى الوقت الذى يسعى فيه اللبنانيون إلى ترسيم الحدود بين لبنان ومحيطه، فان هناك حدوداً ترتسم بين فئات وأحزاب ومذاهب ومناطق لبنانية وحدوداً بين الإنسان والإنسان.
وحذر من أن هناك مشاريع متعددة تسعى لإلغاء مفهوم الدولة الوطنية وتغيير هوية الوطن وإعطاء فقه جديد للتعايش من خلال فرض ذمية محدثة سياسية وعسكرية وأمنية واجتماعية.
وشدد على الشراكة الوطنية لبناء الوطن وعلى نبذ الصراع والتنبه للأضرار التى يخلفها على الوحدة اللبنانية.
ودعا إلى حوار وطنى لمنع تهديد وجود اللبنانيين المشترك والتواصل فيما بينهم، معتبرا أن حركة الحوار الصريح وإن فشلت، فإنها أفضل من التصعيد المتواصل. ولفت إلى أن حزب الله يقع فى صميم هذه البلاد، ولا أحد ينكر طاقاته وقدراته وصفته التمثيلية، ولا يمكن للبنان أن يبنى دون كل الفئات ومن بينها حزب الله، ولكن
لبنان لا يمكن أن يبنى مع دولة حزب الله.
وأهاب بالجميع الاتفاق على الحياة الميثاقية وعلى التفاعل الاجتماعى وعلى مفهوم الدولة، ودور لبنان فى محيطه ومفهوم النظام والمشاركة ومبدأ الديمقراطية والتوافقية واحترام الدستور وحل ترسانة حزب الله العسكرية بحيث لا يبقى سلاحان فى دولة واحدة وجيشان لشعب واحد والاتفاق مع قوى 8 آذار على مبدأ الفصل بين الخلاف
السياسى وعمل المؤسسات الدستورية.
وأعاد الجميل التأكيد على التمسك بالمحكمة الدولية، موضحا أن العدالة ليست عقوبة عن الماضى فقط بل لردع جرائم المستقبل.
