رغم طيبة هذا الشعب فإنه يعانى طول الوقت يخرج من أزمة ولكن سرعان ما يدخل فى أخرى ولا نعلم لماذا؟ ولكن ربما ذلك لمصلحتنا ولكننا لا نعرف- فنحن دائما نجهل ما هو فى مصلحتنا - كثيرا ما نمر بالصعاب وتحديدًا فى الأشياء الحساسة وأقصد بالحساسة هنا أنها تتعلق بأشياء ومتطلبات حياتية.
فقديما كان غلو اللحمة والتى أتذكر إنها تدرجت من 30 جنيهًا حتى وصلت إلى 100 جنيه فى بعض المناطق، وقريبا بكل المناطق ولعل هذا من أجل تجنب النقرس وغيره من الأمراض المتعلقة باللحمة.. وكنت أسمع فى الأساطير قديما أنها كانت بعدة قروش وكانت بجنيه واحد ولكن ليس كل ما يرد فى الأساطير يصدقه العقل مقارنة بالواقع..! ورضينا بالحال.. وسارت المركب إلى أن ظهرت الطماطم مفجرة واحدة من كبرى المفاجآت حيث وصل سعر الكيلو إلى 10 جنيهات لأول مرة فى تاريخه أو فى تاريخى القصير ولعل هذا لتجنب المسبكات والتى تضر بالكبد نظرا لتراكم الدهون، وأجبرت نسبة من الشعب المصرى قد تصل إلى 90% إلى مقاطعتها كما كان الموقف من قبل شريحة كبيرة من الشعب نحو اللحمة والانتخابات.. وسارت المركب.
والجديد لدينا أنبوبة البوتاجاز التى ظهرت فى الصورة أيضا ولا أدرى مدى اتساع هذه الصورة والتى تساع كل شىء (من الحبايب ميه) وكان هذا فى الشتاء الماضى وحاول البعض استعمال وابور الجاز كبديل مؤقت لانتهاء الأزمة
(ولعل...... ليس عندى سبب هذه المرة!) وبالفعل كان بمثابة الحل السحرى لذوى الدخول الضعيفة ومن لا يملكون دخول من الأساس والحمد لله انتهت الأزمة، ولكن يبدو أنها حنت لمكانها فى الصورة نظرًا لأن اللى يدخل الصورة لا يستطيع الخروج منها إلا بالطبل..... وظهرت مجددا فى هذا الشتاء ولكن بأسعار ضعف العام الماضى حيث وصلت فى بعض المحافظات إلى 30 جنيهاً ومازلت المركب تسير.
ولا داعى لذكر أمثال أخرى مثل الفول والسكر وغيرهما والتى أصيبت بفيروس الغلاء مؤخرا.
فى الوقت ذاته قامت مظاهرات وأحداث شغب كبيرة فى بريطانيا (تذكرنى بما حدث فى الانتخابات) حيث تظاهر كثير من الطلاب نظرا لإقرار البرلمان الأوروبى بزيادة فى الرسوم الدراسية من 3290 جنيها إلى 9000 جنيه مما أدى إلى إثارة الشغب وإشعال النيران والاشتباك مع الشرطة البريطانية - اللى عملت الواجب – مما أدى لإصابة الكثيرين منهم ورغم تلك الزيادة البسيطة..! لم يستطع الشعب الإنجليزى تحملها ولم تسير المركب...!
ذكرت هذا المثل والذى وقع مصادفة أثناء كتابة هذا المقال
- ولا أقصد به شيئا سوى المقارنة- بالفعل يعكس هذا الحدث الفرق بيننا وبين الإنجليز ذلك الشعب المرفه والمثير للشغب دائما والذى لم يستطع تحمل تلك الزيادة وقام بكل هذا وشعبنا العظيم المناضل والمثابر والذى يتحمل الكثير والكثير ويهون على نفسه بقوله (يا عم الحمد لله..إحنا أحسن من غيرنا) فكم أنت عظيم أيها الشعب المصرى وكم أنت كبيرة أيتها الصورة والتى أتمنى أن تقف عند هذا الحد ولا يظهر بها الجديد وتلك المركب التى مازالت تسير وربنا يستر وتستمر فى السير ولا يأتى يوم وتغرق فى شبر ميه.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة