صحف الحكومة تعارض الحكومة

الجمعة، 17 ديسمبر 2010 12:48 ص
صحف الحكومة تعارض الحكومة محمد على إبراهيم
بهاء حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ «الجمهورية» ترصد تردى أحوال قرى الصعيد وسيناء والفيوم وغياب الكهرباء والماء والصرف وانتشار الأمراض

عندما تتحدث الصحف الخاصة والمعارضة عن أحوال القرى والمدن وانهيار الخدمات وانتشار المرض فى أنحاء مصر عادة ماتخرج الصحف القومية لتدافع من خلال مقالات كتابها ورؤساء تحريرها عن الحكومة وتتهم الصحف التى تنشر عن انهيار الخدمات وانتشار المرض بأنها صحف تجعل الحياة كلها سوداء، لكن نفس الصحف فى تقاريرها وتحقيقاتها تنتقد الحكومة وترصد تردى الخدمات بشكل يتجاوز أحيانا ما تنشره صحف المعارضة والصحف الخاصة، أو الفضائيات المحلية والعربية.

وبات سهلا أن نرصد هجوم الصحافة القومية فى هذه الأيام على الحكومة، وخصوصا الوزارات الخدمية والاقتصادية، وتسبب إهمالها فى أداء دورها فى معاناة الكثير من البسطاء وإذا نظرت على سبيل المثال إلى حملة جريدة الجمهورية طوال الأسابيع الماضية عن أحوال القرى فى محافظات مصر تجد عجبا.

وعلى صفحة كاملة كشفت إهمال الحكومة فى تطوير القرية المصرية، واتخذت من قرى المشاهير مثالا لما تعانيه القرى من نقص فى الخدمات الصحية والتعليمية، والكهرباء ومياه الشرب وانتشار الأمراض الخطيرة.

وقالت إن قرى المشاهير التى خرج منها علماء أو أدباء أو شعراء أو سياسيون، منسية وخارج أى اهتمام حكومى أو رسمى، وتقدم الجمهورية فى صفحة المحافظات التى يشرف عليها حمدى حنظل فى عددها الأسبوعى الخميس الماضى تحقيقات أولها من قرية أبنود قرية الشاعر عبدالرحمن الأبنودى، التى تقع جنوب مدينة قنا بحوالى 15 كيلومترا ويسكنها 63 ألف نسمة وتتبعها13 قرية، وكانت تشتهر قديماً بأنها بلدة العلم والعلماء من رجال الدين.

وحديثاً بأنها بلدة الشعر والشعراء.. ويقول عبدالحكيم الأمير إنها شهدت نهضة تنموية وخدمية وزارها المحافظ اللواء مجدى أيوب أكثر من مرة، لكن مواطنى أبنود يعانون من مزلقانى أبنود والسواحلية وسقوط العشرات من الضحايا من الشباب والأطفال والشيوخ خاصة بالسواحلية الذى يقع عند منحنى كبير خطر يصعب على العابرين من خلاله مشاهدة القطارات القادمة من الاتجاه الجنوبى. كما أن المستشفى القروى الذى أنشئ عام 61 على مساحة 7 أفدنة تم تحويله إلى مستشفى تكاملى ثم إلى وحدة صحة أسرة وتطويره وتجهيزه على أحدث مستوى إلا أنه أصبح مجرد ديكور، ولا يقدم أى خدمة طبية للمرضى والمترددين.أيضا مدرسة العجمية الابتدائية التى تقع بوسط القرية على مساحة فدان تقريباً تم إخلاؤها من التلاميذ منذ عشر سنوات لسوء حالة المبنى وقدمه وتهالكه وتحولت إلى خرابة ومقلب للقمامة والمخلفات ومرتع للحيوانات والكلاب الضالة، والقرية محرومة من الصرف الصحى وارتفاع منسوب المياه الجوفية وتآكل أساسات وقواعد المنازل التى أصبحت مهددة بالانهيار.

وتواصل الجمهورية رصدها وتنتقل إلى قرية الخروبة أو «قرية المجاهدين».. التى يكتب أحمد العبد عنها أنها أكبر قرى مركز الشيخ زويد بشمال سيناء والتى خرج منها أكثر من 7 مجاهدين حصلوا على نوط الامتياز لكفاحهم ضد الاحتلال وأسر بعضهم، منهم الشيخ سلامة عراوة وصالح حسين عراوة وسلام حسين عراوة وسالمان سلمى عراوة، القرية يسكنها حوالى 6 آلاف نسمة وتواجه أزمة عدم توافر مياه الشرب النقية بالرغم من أن مياه النيل تمر بجوار القرية والطرق الرئيسية بالقرية تحتاج إلى ترميم وتنقطع الكهرباء كالعادة.

وتنتقل الجمهورية إلى الفيوم وتنشر موضوعا كتبه محمد الفل ومصطفى الشهاوى وجمال قطب تؤكد فيه بالبنط العريض أن «مرضى الفيوم يحتلون 30 % من أسرة معهد الكبد بالمنوفية» ويعانون أشد المعاناة من عدم وجود مراكز متخصصة وبحثية لعلاج الفيروسات الكبدية بمحافظتهم واضطرارهم بصفة مستمرة إلى مراجعة المستشفيات بالقاهرة والمعهد القومى للكبد بالمنوفية»، أى أن تركيز معاهد ومراكز الكبد فى القاهرة والوجه البحرى يحرم المرضى من العلاج، أو يدخلهم فى معاناة صعبة.

هذه عينات من موضوعات نشرتها الجمهورية تحمل اتهامات مؤلمة ومشكلات مستمرة تعانى منها قرى مصر ومنها عينات رصدتها الجمهورية، وهى صحيفة حكومية، لايمكن اتهامها بأنها تعارض الحكومة، لكنها تؤكد أن الهم مستمر، وأن الأحاديث الحكومية عن تطوير القرى والمحافظات حبر على ورق.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة