المحطة التى غيّرت وجه العالم العربى

الجمعة، 17 ديسمبر 2010 12:41 ص
المحطة التى غيّرت وجه العالم العربى هنا مطبخ الجزيرة الإخبارى والاستديو الرئيسى
محمد الدسوقى رشدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ غيّرت وجهة نظر الحكام لوسائل الإعلام.. ووثائق ويكيليكس أثبتت مدى تأثيرها فى الكواليس السياسية العالمية

اتفق مع فضائية الجزيرة الإخبارية أو اختلف، كن من بين هؤلاء الذين يكرهون توجهها ويرونها تعمل وفق إشارات ريموت كنترول سياسى، أو واحدا من بين أولئك الذين يرونها نموذجا مثلما أرى انا للفضائية الإخبارية كما يجب أن تكون، انظر لها من أى جهة تريد ولكن عد وقف على منصة العدالة لتعترف معنا أنها المحطة الإخبارية العربية الأكثر شهرة والأكثر قدرة على إحداث الفارق مهنيا وسياسيا.. كن منصفا واعترف بأنها المحطة التى غيرت وجه الوطن العربى فى السنوات العشر الأخيرة.

الحديث هنا ليس على وضع القناة العالمى الذى أصبح مساويا لمحطات ووكالات إخبارية كبرى، ولا عن إمكانياتها المادية التى تجعلها فى قلب الأحداث داخل العراق وأفغانستان وبيروت وغزة والبوسنة وواشنطن ولندن وجميع عواصم العالم ومناطقه الساخنة فى وقت واحد، الحديث هنا يمكن استخلاصه من بين جنبات القضية الأكثر شهرة الآن فى العالم وهى قضية وثائق «ويكليكس» راجع ما تم نشره من هذه الوثائق السرية التى تقلب العالم وتوتره الآن، ولن تجد وسيلة إعلامية كان لها هذا الحظ من التواجد والتأثير فى كواليس العالم السياسية وعلى وجه التحديد فى المنطقة العربية أكثر من فضائية الجزيرة، سوف تجد اسم الجزيرة حاضرا فى أغلب الوثايق التى نشرها ويكليكس فى أغلب الكواليس السياسية، ستجدها مرة وسيلة يتفاوض بها النظام القطرى، ومرة أخرى شريكا فى كشف قضية ما، ومرة ثالثة أداة تم استخدامها فى معركة سياسية معينة.

هى إذن لم تعد مجرد محطة فضائية يظهر المذيعون على شاشتها لإلقاء ما ورد من أخبار، هى لاعب رئيسى فى المنطقة وأداة ومحرك فى نفس الوقت للحياة السياسية العربية، وهى أيضا المسؤول بشكل مباشر أو غير مباشر عن تغيير نظرة الحكام العرب لوسائل الإعلام ولسقف الحرية داخل بلدانهم، عد بالذاكرة وقارن كيف كانت الأنظمة العربية تتعامل مع الإعلام قبل وبعد ظهور الجزيرة، وكيف ساهمت هذه المحطة التى كسرت حواجز بعض الخطوط الحمراء وتواجدت فى قلب الحدث بسرعة وأذاعت ما لم تكن تذيعه وسائل الإعلام الحكومية فى تغيير موقف بعض الحكومات العربية من سقف الحرية وقامت برفعه وفتح الباب أمام وسائل الإعلام المحلية فى محاولة لجذب انتباه الجمهور وشغله عن الجزيرة.

نحن أمام ظاهرة إعلامية بلا أدنى شك نجحت فى أن تنزع إعجاب الغرب، وأن تقدم نموذجا ناجحا لمحطة إخبارية عربية يعتمد عليها العالم مثلما يعتمد على الـ بى بى سى والسى إن إن وفوكس نيوز، وفتحت الباب لظهور محطات فضائية عربية على نفس المنوال، وأعادت اهتمام الجميع بالخبر التليفزيونى، صحيح أنها سقطت فى فخ الأخبار والتغطيات الملونة سياسيا وصحيح أنه تم استخدامها كما قالت وثائق ويكليكس كأداة للتفاوض السياسى لمصلحة قطر ولكنها تبقى فى النهاية تجربة تليفزيونية إخبارية محترمة ومحترفة صنعها نجوم من مختلف الدول العربية لتشكل دون أن تدرى أول وحدة عربية إعلامية تحقق نجاحا باهرا دون فشل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة