قال كمال عباس، المنسق العام لدار الخدمات النقابية العمالية بحلوان، إن الانتخابات البرلمانية الأخيرة تمت فى ظل منظومة فاسدة، وأدت إلى إلقاء مزيد من الظلام على الحياة السياسية المصرية، مضيفًا أن النظام الانتخابى فى مصر معيب لأنه لا يعبر عن مجمل المجتمع، موضحاً أن مصر لم تشهد على مر تاريخها انتخابات كاملة النزاهة.
وأكد عباس فى الحلقة النقاشية التى نظمتها دار الخدمات النقابية والعمالية فى إطار فعاليات صالون يوسف درويش الشهرى مساء أمس، الثلاثاء، أن نسبة التصويت التى ادعتها اللجنة العليا للانتخابات على أنها 30%، هى نسبة غير صحيحة، لو تم مقارنتها بالواقع، حيث إنها لم تتعدَ 15% أى ما يعادل 5 ملايين مصرى، مشيرًا أن تلك النسبة تعتبر ضعيفة للغاية، وتدلل على برلمان لا يعبر عن المواطنين، حيث إنها جاءت لأسباب غير سياسية مثل الخدمات التى يقدمها المرشحون والرشاوى الانتخابية، وذلك بخلاف جماعة الإخوان المسلمين التى مثلت كتلة تصويتية سياسية حقيقية.
وأشار عباس إلى أنه كان يظن أن الانتخابات ستكون خطوة إلى الأمام فى طريق الإصلاح السياسى إلا أنها جاءت خطوة جديدة للخلف، موضحًا أن الاتحاد العام لنقابات عمال مصر أصدر ما يقرب من 5 آلاف جواب صفة "عامل" لمرشحين أغلبهم ضباط ولواءات شرطة وأصحاب أعمال.
وقال هانى الحسينى، عضو المكتب السياسى لحزب التجمع، أن هناك مجموعة من العوامل تسببت فى مأساة الانتخابات البرلمانية تتمثل فى غياب الوعى السياسى لدى المواطنين واستمرار وجود العائلية أو العصبية القبلية فى اختيار المرشحين فى العديد من الدوائر، واعتماد الدولة على العنف الأمنى بدلا من الحوار والعقلانية.
وأضاف الحسينى أن جميع الأحزاب فى مصر لا تمتلك مشروعًا سياسيًا أو اجتماعيا يؤهل إلى الإصلاح والتغيير وهو ما ولّد أزمة غياب المشروع الذى يجذب ويتوحد عليه جموع المواطنين البسطاء، متسائلا كيف تتم انتخابات نزيهة فى ظل نظام سياسى يمنح فيه الدستور رئيس الجمهورية 90% من الصلاحيات؟ وهو ما يؤدى بطبيعة الحال إلى الاستبداد السياسى الذى تعانى منه مصر الآن.
فى حين أكد الحسينى أن النائب الراحل عن حزب التجمع بدائرة حدائق القبة محمد عبد العزيز شعبان، استطاع أن يقدم نموذجًا برلمانيًا حقيقيًا ومعبرًا عن مصالح الطبقة المتوسطة، والذى افتقده الجميع فى لحظة مهمة.
ورأى طلال شكر – القيادى بحزب التجمع واتحاد أصحاب المعاشات – أن أحزاب المعارضة وجماعة الإخوان المسلمين كانت عليها مقاطعة الانتخابات البرلمانية، موضحًا أن الأحزاب أصبحت فى اتجاه والشعب المصرى فى اتجاه آخر وهو ما يجعل وجود أى إصلاح سياسى واجتماعى شيئًا صعبًا فى غياب المبادرات الشعبية.
وقال مصطفى بسيونى – الصحفى – إن المعارضة هى التى هُزمت فى الانتخابات البرلمانية وليس المواطنين، مضيفا أنه لا يكون هناك برلمان حقيقى بدون وجود نقابات حقيقية تعبر عن العمال، وكيانات ديمقراطية تعبر عن إرادة من جاء بها.
وأكدت رحمة رفعت أن الحزب الوطنى لم يتوقع قرار الانسحاب من قبل أحزاب وقوى المعارضة السياسية، بجانب الفضيحة الدولية التى تعرض لها، وظهور فكرة البرلمان الموازى على الساحة السياسية، مشيرة إلى أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة احتوت على خطأ إستراتيجى فادح، وأن الصراع السياسى وصل لدرجة متدنية اتسم بالعنف المبالغ فيه وهو ما جعل الجميع يعيش لحظة سياسية خاصة.
وأشار محمد مراد إلى أن الانتخابات شهدت تدخلاً أمنياً مباشراً فى عملية التزوير وتسويد البطاقات، خاصة فى الدائرة التى ينتمى إليها "أول المحلة الكبرى"، ورأى أن بعض أحزاب المعارضة كانت تهاجم الإخوان المسلمين لأنها تظن أن هذا الأسلوب يرضى النظام الحاكم عنها، وتوقع مراد أن تقوم أجهزة الأمن بموجة من الاعتقالات السياسية خلال الفترة القادمة.
منسق "الخدمات النقابية": النظام الانتخابى فى مصر "معيب"
الأربعاء، 15 ديسمبر 2010 12:34 م
كمال عباس المنسق العام لدار الخدمات النقابية العمالية بحلوان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة