قالت مصادر دبلوماسية عربية مطلعة لـ"اليوم السابع"، إن لجنة مبادرة السلام العربية والتى ستعقد اجتماعاً لها على مستوى وزراء الخارجية مساء اليوم، الأربعاء، ستتخذ قراراً بدعم تحركات الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبو مازن" ومطالبه إزاء عملية السلام مع الجانب الإسرائيلى.
وستؤكد اللجنة فى بيانها الختامى – طبقاً للمصدر – على وقف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل بعد أن تبين استحالتها فى ظل استمرار الاستيطان، مع إدانة عربية لممارسات إسرائيل الاستفزازية وإصرارها على الاستيطان وتحديها للمجتمع الدولى، داعية المجتمع الدولى لتحميل إسرائيل مسئولية فشل المفاوضات المباشرة، مع التوجه الفورى إلى مجلس الأمن الدولى لاستصدار قرار يدين الاستيطان الإسرائيلى، كخطوة أولى لرجوع الملف إلى الأمم المتحدة مرة أخرى.
وستطالب اللجنة الولايات المتحدة بأن تضع ملامح رؤيتها للحل النهائى أمام الطرفين بما فى ذلك تأكيدها على أن حدود 67 ستشكل أساس حدود الدولة الفلسطينية، وأن الترتيبات الأمنية سيتولاها طرف ثالث وأن القدس الشرقية ستكون للفلسطينيين، وأن يتم ذلك فى سقف زمنى محدد، مع الإجابة على التساؤلات التى طرحها الرئيس الفلسطينى خلال لقائه بالمبعوث الأمريكى جورج ميتشل، الذى عرض عليه أفكاراً جديدة حول قضايا الحل النهائى ووضع مرجعيات واضحة لعملية السلام ووقف الاستيطان بما فيه القدس المحتلة والاعتراف الإسرائيلى بحدود الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة "كضمانات أمريكية جديدة".
ويعد قرار اللجنة المنتظر صدورة مساء اليوم، كما يقول المصدر العربى دعماً جديداً لمرحلة ثالثة من المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى، ولكن بالعودة مرة أخرى للمفاوضات غير المباشرة والتى يريد الأمريكان إطلاق اسم مفاوضات "التوازى" عليها.
كما سترحب اللجنة بقرارى الأرجنتين والبرازيل بالاعتراف بالدولة الفلسطينية مستقلة على حدود 1967، مطالبة باقى دول العالم باتخاذ خطوة مماثلة فى هذا الشأن، كما ستطالب اللجنة بتكليف المجموعات العربية فى الخارج بالعمل على حشد المجتمع الدولى للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 67، وسترحب اللجنة أيضاً ببيان الاتحاد الأوروبى حول الشرق الأوسط وما تضمنه من موقف أوروبى متقدم ومتوازن فيما يتعلق بملف النزاع العربى الإسرائيلى، داعين الاتحاد الأوروبى إلى موقف أكثر جراءة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية مع الترحيب بوجود الاتحاد الأوروبى للعب دور ملموس فى ترتيبات ما بعد السلام.
وتجتمع اللجنة مساء اليوم برئاسة وزير خارجية قطر حمد بن جاسم ومشاركة 13 دولة عربية هى الأردن، البحرين، تونس، الجزائر، السعودية، السودان، سوريا، فلسطين، قطر، لبنان، مصر، المغرب، اليمن، والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، بالإضافة إلى من يطلب المشاركة من باقى الدول العربية.
وسيعرض الرئيس الفلسطينى والذى سيحضر الاجتماع شخصياً تقييماً حول الوضع الحالى بعد تخلى واشنطن عن الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان، كما سيعرض الأفكار التى طرحها المبعوث الأمريكى جورج ميتشل أثناء لقائه أمس بأبو مازن فى رام الله، والتى قال عنها المصدر أنها تتضمن اقتراحا ببحث الحدود بمشاركة مصر والأردن، و"حلاً عادلاً ومنطقياً للاجئين" و"اتفاقاً على تقاسم مصادر المياه"، و"بحث مطالب الطرفين فى القدس".
ولفت المصدر إلى أن تحركات ميتشل فى المنطقة وزيارته للقاهرة ولقائه بالرئيس حسنى مبارك وأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى قبل اجتماع اللجنة بساعات، إنما يأتى لمنع صدور قرار بالتوجه لمجلس الأمن، وأن يتم منح أمريكا فرصة جديدة لتقديم تصورها حول اتفاق الإطار الذى تسعى إلى توقيعه بين الطرفين قبل سبتمبر المقبل.
وكان موسى قد أكد فى تصريحات سابقة أن عودة الملف الفلسطينى إلى الأمم المتحدة هو الخيار الأمثل بعد ما آلت له عملية السلام، وبعد فشل إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو بوقف الاستيطان فى الضفة الغربية المحتلة، بما فيها مدينة القدس الشرقية، مؤكداً أن استمرار التفاوض فى ظل الاستيطان لن يقبله أحد.
لجنة السلام العربية تتجه لتبنى حملة عربية دولية لدعم اعتراف العالم بدولة "فلسطين" اقتداءً بالبرازيل والأرجنتين.. ووقف أى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل.. ومطالبة أمريكا بتقديم رؤيتها حول قضايا الحل النهائى
الأربعاء، 15 ديسمبر 2010 07:31 م
عمرو موسى ومحمود عباس "أبو مازن"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة