سعيد الشحات

انتبهوا لشهادة عبد المنعم أبو الفتوح

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010 12:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحظى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح باحترام بالغ من القوى السياسية المختلفة، ليس لكونه اسمًا بارزًا فى جماعة الإخوان المسلمين، وإنما لأنه من الأسماء التى تحمل ذوقا مختلفا فى خطابه الفكرى والسياسى، يميزه عن باقى معظم ما نعرفهم فى جماعة الإخوان، ولهذا تأتى أهمية شهادته فى كتاب:"عبد المنعم أبو الفتوح.. شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر 1970 1984 " والذى قام بتحريره الباحث حسام تمام، وقدم له المفكر الكبير طارق البشرى، وأصدرته دار الشروق مؤخرًا.

فى شهادة أبو الفتوح الكثير مما يجب الالتفات إليه اتفاقا أو اختلافا، كما أنها تحمل العديد من الأفكار التى يمكن أن نستخلص منها ما يمكن أن نسميه "النقد الذاتى" للتنظيمات الإسلامية التى بدأت مبكرا فى الجامعة، وتكتسب الشهادة أهميتها كما يقول الباحث حسام تمام فى مقدمته من أن عبد المنعم أبو الفتوح هو من أبرز القيادات الطلابية الإسلامية فى جيله، وأن شهادته تأتى على تأسيس الجماعات الإسلامية فى الجامعات فى السبعينيات من القرن الماضى، وهى تمثل واحدة من أهم مراحل العمل الإسلامى الحركى فى تاريخ مصر، كما أنه ينتمى إلى جيل السبعينيات أقوى أجيال الحركة الطلابية المصرية وأكثرها حيوية، ويصدق ذلك على اليساريين والناصريين والإخوان، وأن أبناء هذا الجيل لهم طابع خاص فى الإخوان يميزهم عن غيرهم من الأجيال فى جماعة، امتازت عن غيرها بقدرتها على توريث الدعوة والتنظيم دون صراعات أو حتى خلافات بين الأجيال.

أما مفكرنا الكبير طارق البشرى فيشير فى مقدمته لهذه الشهادة إلى قضية مهمة، تتمثل فى أنها تكشف عن نماذج من اللقاء التاريخى الفريد بين حركة شباب إسلامى تلقائية، وبين كوادر تنظيم قديم مخضرم، بين جيل ثابت لا يزال يتفتح وجيل أدرك عهدين وخاض تجربتين، ويلتفت البشرى إلى بعد مهم فى الشهادة يأتى من تنوع قراءات أبو الفتوح وأمثاله فى الفكر الإسلامى الذى كان ذائعا فى السبعينيات، وأن كتابات الشيخ محمد الغزالى هى مما بثت فيهم الوعى العملى بالإسلام كمشروع حضارى، وتأتى التفاتة البشرى فى أن الشيخ الغزالى الذى اعتمد شباب الحركة الإسلامية على مؤلفاته، كان ومعه فريق آخر ممن اختلفوا مع قيادة الإخوان المسلمين فى موقف هذه القيادة من ثورة 23 يوليو عام 1952، وابتعدوا عن الخصومات الحادة التى قامت وقتها بين نظام الثورة وبين الإخوان، وظلوا ناشطين فاعلين متمرسين فيما بذلوه من جهود فكرية، وما طوروه من فكر وما جددوا به، وكان من آثارهم ما أودعوه عقول شباب السبعينيات الإسلامى، ويصل البشرى من ذلك إلى تساؤل:"ترى لو كان اتجاههم هو ما غلب فى موقف الإخوان وقتها، أما كانوا يشكلون قوة أعظم للمزج بين الحركة الوطنية وعمقها الإسلامى فى دعم الموقف الوطنى وتصحيح ما يحتاج إلى تصحيح.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة