ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" فى مقالها الافتتاحى اليوم، الثلاثاء، أن تراجع الرئيس الأمريكى باراك أوباما "المحرج" فى دبلوماسية الشرق الأوسط ربما يثبت فى نهاية الأمر حقيقة المثل القائل "رب ضارة نافعة".
وقالت الصحيفة إن الإدارة أجبرت على التخلى عن مسعى لاستئناف محادثات السلام المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، غير أن موقفها المتراجع فى إجراء المفاوضات مع الجانبين كل على حدة ربما يوفر فرصة أفضل لتحقيق تقدم صوب تسوية تقوم على حل الدولتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات المباشرة التى أطلقها أوباما فى سبتمبر الماضى سرعان ما تعثرت عبر جدل عديم الجدوى بشأن البناء الإسرائيلى الاستيطانى فى الضفة الغربية والقدس الشرقية، وأن الإدارة التى تمر بحالة من اليأس قامت بمسعى يفتقر إلى الحكمة، لاستئناف العملية الشهر الماضى من خلال عرض تنازلات اقتصادية وسياسية كبيرة على إسرائيل مقابل تجميد مؤقت للبناء الاستيطانى لمدة 90 يوما فقط.
وأضافت الصحيفة أنه بالتخلى عن تلك الخطة وكذلك المحادثات المباشرة يتعين أن ينجح أوباما على الأقل فى التخلص من جدل التسوية الناجم إلى حد كبير عن خطوته السيئة هذه.
وقالت الصحيفة إن الأمر الأكثر أهمية هو أن الخطوط العريضة الجديدة للاستراتيجية الأمريكية التى أعلنتها وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون توفر توقع تحقيق ما يتعين على الولايات المتحدة أن تسعى إليه وهو إجبار الطرفين على إعلان موقفيهما بشأن القضايا الجوهرية التى تنطوى عليها إقامة دولة فلسطينية.
ونقلت الصحيفة قول هيلارى كلينتون يوم الجمعة الماضى "سوف ندفع الطرفين إلى طرح مواقفهما بشأن القضايا الجوهرية بدون تأخير بتفاصيل حقيقية.. وسوف نعمل لتضييق الفجوات ونوجه الأسئلة الصعبة ونتوقع إجابات جوهرية".
وأوضحت الصحيفة أنه يتعين أن يسمح ذلك التوجه للإدارة باختبار مفصل لضرب من الحكمة التقليدية، كثر تردده، يتمثل فى أن الإسرائيليين والفلسطينيين يدركون بالفعل ما يتعين على كل طرف أن يقدم من تنازل للتوصل إلى اتفاق ويجب عليهم فقط التحلى بالإرادة للقيام بذلك.
"واشنطن بوست": فرصة إقامة دولتين "فلسطينية وإسرائيلية" لا تزال قائمة
الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010 09:22 م