مع أن أول أمر سماوى صدر إلى الأرض هو (اقرأ) إلا أنَّ أمة اقرأ بكل أسف لا تقرأ ولا عجب فى ذلك، فكم من الآباء يحث أولاده أن يقرأوا، فمن لم يقرأ صغيراً كيف له أن يصبح قارئاً فى الكبر، فلا يدرك لذة القراءة من حرم منها، ولم يتجرع حلاوتها ومتعتها، فالقراءة هى غذاء الروح، وهى المفتاح السحرى لكل علوم الحياه، والكتاب هو أخلص الأصدقاء للإنسان فى زمن ندر فيه الإخلاص، وكما يقال (وخير جليس فى الزمان كتاب)، لكن كيف ننمى فى أنفسنا وأبنائنا حب القراءة والاطلاع، لا سيما فى ظل كثرة أدوات ووسائل اللهو واللعب التى تستقطب الكبار والصغار! ليس من الضرورى أن تقرأ كثيراً بقدر أن تقرأ باستمرار، فخير البر أدومه وإن قل، وإن كان من الطبيعى أنك قد تستثقل القراءة بعض الشىء فى البداية، لكنك مع حسن الاختيار ودوام الاستمرار ستتيقن بلا شك أن (نعم الأنيس إذا ما خلوت كتاب).
وحتى لا تجهد نفسك فى قراءة كتاب لا يروق لك أو تكتشف بعد ضياع مدة من الوقت طالت أو قصرت أنك يستعصى عليك فهمه، عليك بفتح فهرس الكتاب أولاً وقراءة العناوين وأخذ فكرة عما يحتويه، وربما قد تكون بحاجة لقراءة المقدمة قبل أن تبدأ، فأحيانا ما تكون المفتاح الذى تستطيع من خلاله الاستمرار ومعرفة أهداف الكاتب واتجاهاته، كذلك من الأمور المهمة بعد القراءة هى أن تحاول أن تتناقش مع المحيطين بك فيما قرأت لكى يستفيد غيرك وتستفيد أنت أيضا، وهناك دور مهم على الآباء والمربين المسئولين عن تربية النشء فى ترغيبهم على حب القراءة والاطلاع، وذلك بحثهم على القراءة وشراء القصص المفيدة من مصروفهم، وأن يقدموا لهم الهدايا إذا تفوقوا فى دراستهم من خلال كتاب مفيد أو قصة مصورة شيقة، وإذا كان التليفزيون والألعاب والكمبيوتر وغيرها من وسائل اللهو للأطفال، فلابد أن يكون للكتاب وللقصة والمجلة الهادفة كذلك حظاً ونصيباً لا يغفل فى حياتهم، وإذا اعتاد الأطفال ذلك، فبإمكانهم تبادل القصص مع زملائهم وتناقل المعلومات فيما بينهم وهكذا، فمن شب على شىء شاب عليه، حتى يكون عندنا جيل مثقف متسلح بالعلم والمعرفة لا أجوف فارغ يترنح فى ظلمات الجهل وعدم المعرفة. ما أحوجنا جميعا للقراءة!
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة