أثار تحكم وسيطرة عدد محدود من الأسهم فى تحركات المؤشر الرئيسى للبورصة فى الفترة الماضية تساؤلات الكثير من المستثمرين الذين يرون أنفسهم الخاسر الأكبر من هذه السيطرة، خصوصا عند حدوث أى أزمة لهذه الأسهم.. وطالب المتضررون بإخراج الأسهم ذات الأوزان الكبيرة من المؤشر الرئيسى حتى لا يتأثر بها صعودا وهبوطا، مما يؤثر بشكل مباشر على صغار المستثمرين.
المتابع للسوق خلال الفترة القصيرة الماضية يجد أن هناك عددا لا يتعدى خمسة أسهم تتحكم صعودا وهبوطا فى حركة البورصة حسب أوزانها النسبية وحجمها فى السوق عند حدوث أى أزمة لهذه الشركة أو تلك، أولها البنك التجارى الدولى صاحب أكبر وزن نسبى فى المؤشر يليه سهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة ثم سهم أوراسكوم تيلكوم ثم سهم طلعت مصطفى ثم حديد عز وباقى الأسهم الكبرى.
رئيس البورصة الدكتور خالد سرى صيام أكد أكثر من مرة أن مؤشرها الرئيسى الذى يضم الأسهم الكبيرة المتهمة بالتسبب فى تغيير اتجاه المؤشر حسب تحركاتها وأخبارها يعبر بشكل كبير عن البورصة، كما أن البورصة تقوم بتعديل وتغيير أسهم المؤشر كل فترة بما يتلاءم مع السوق، وأن إخراج الأسهم الكبيرة من المؤشر حل غير عملى وليس كما يعتقد البعض.
أما محمد عبد العال – مدير استثمار – فأكد ضرورة أن يتم تغيير الطريقة والأسلوب التى يتم بها اختيار أسهم المؤشر الرئيسى، وتحديد الوزن النسبى لهذه الأسهم بما يتلاءم مع ظروف السوق الذى يعمل به أكثر من 70% من المستثمرين الأفراد الذين لا يتعاملون أصلا على الأسهم الكبيرة التى دائما ما يسيطر عليها المؤسسات، إلا أن الأفراد هم فى الغالب ضحية تقلبات السوق.
أما الدكتور عيسى فتحى – خبير سوق المال – فأكد أنه السوق دائما يصنعه المتعاملون فيه بمعنى أن المستثمرين وطبيعة تعاملاتهم هم الذين يؤثرون بشكل أكبر على السوق، ونظراً لأن معظم المستثمرين فى البورصة المصرية من الأفراد فإنهم دائما ما ينساقون وراء تعاملات الأجانب مثلا، ويتحركون خلفهم تحرك "القطيع"، ولذلك يكونون أكثر الذين يتأثرون فى وقت الأزمات لأنهم لا يتحركون بناء على دراسة للسوق أو نشاط الشركات وأعمالها، فى حين يكون الأجانب أكبر الرابحين لأن لهم أسلوبا مدروسا يتعاملون به ويستثمرون استثمارا طويل المدى، على عكس المصريين الذين يفضلون المضاربة والاستثمار السريع.
وأضاف فتحى أنه يمكن دراسة إخراج الأسهم الكبرى مثل أوراسكوم وطلعت مصطفى من المؤشر الرئيسى، خصوصا فى وقت الأزمات التى تتعرض لها هذه الأسهم، سواء خارجية أو داخلية، خصوصا أن هذه الأسهم الكبرى غالبا ما يكون لها شهادات إيداع يتم تداولها فى البورصات العالمية، مما يجعلها عرضة أيضا للتأثر بما يحدث فى الأسواق العالمية.
جدل حول سيطرة عدد محدود من الأسهم على حركة البورصة.. وخبراء يطالبون بإخراج "الخمسة الكبار" من المؤشر لحماية صغار المستثمرين.. وصيام يصف مطالبهم بـ "الحل غير العملى"
الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010 01:01 ص