أكد ديفيد كاريمير المدير التنفيذى الجديد لمنظمة فريدوم هاوس الأمريكية أن الانتخابات البرلمانية المصرية الأخيرة تعتبر " خطوة للوراء" مقارنة ً بانتخابات 2005، وقال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" خلال تواجده بأحد فنادق القاهرة: إن اهتمامنا بالانتخابات البرلمانية يأتى من منطلق أن ما حدث خلالها من الممكن وقوعه خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأوضح كاريمير أنها المرة الأولى التى يزور فيها مصر بعد أن تولى منصبه الجديد منذ ثلاثة أشهر، مؤكدًا أنه فضل أن يبدأ جولته بمصر، مرجعا ذلك إلى أن مصر دولة محورية ومهمة.. وأضاف: الجولة الثانية من انتخابات مجلس الشعب 2010 لم تكن جيدة، موضحًا أنه والوفد الذى يصاحبه فى زياراته اختلفت آراؤهم حول الانتخابات، مشيرا إلى أن منهم من عبر عن ابتهاجه بالعملية الانتخابية فى مصر، ولكن كانت أراء الغالبية العظمى عكس ذلك.
وردًا على سؤال حول توقعات المصريين بأن يكون هناك دور أكبر لمنظمة "فريدوم هاوس" بجانب المنظمات المصرية خلال الانتخابات، قال المدير التنفيذى إن المنظمة ليس من اختصاصها الإشراف أو المراقبة على الانتخابات، لأن هناك منظمات متخصصة فى هذا الشأن، مثل (أيفكس والمعهد الجمهورى )، قائلا "إننا نحاول تدعيم المؤسسات المحلية التى تهتم بالانتخابات فى مصر"، ضاربًا المثل بمشروع "يوشاهد" والذى تشارك فيه منظمة فريدوم هاوس بالاشتراك مع المعهد المصرى الديمقراطى ومركز دعم التنمية والاستشارات المؤسسى، مضيفًا أنه يحترم الأدوار التى تقوم بها الدول، بالإضافة إلى أنهم يقدمون الدعم للمنظمات المحلية، وفى بعض الأحيان تقدم المنظمة مساعدات مادية بسبب نقص الموارد المادية، موضحًا أن المنظمة تتابع العملية الانتخابية عن كسب.
وأضاف ديفيد كاريمير: إننا ننتظر إصدار قانون الجمعيات الأهلية الجديد وستكون لنا وجهة نظر فيه، خاصة فى حال إقرار أية صعوبات قد تقوض حرية التنظيم، مشددًا على أن ضرورة أن يهيئ القانون الجديد بيئة أفضل للعمل الأهلى فى مصر.
وأكد أن هناك مناقشات أجرتها المنظمة مع المجلس القومى لحقوق الإنسان ووزارة الخارجية المصرية والسفير المصرى فى واشنطن حول قرار منع المدير الإقليمى لفريدوم سمير جراح من دخول مصر، مشيراً إلى أن المنظمة عرضت الأمر على المسئولين المصريين ولكن لم يصلها أى رد.
ونفى المدير التنفيذى الجديد لمنظمة فريدوم هاوس أن منع سمير جراح من دخول مصر سببه أن الجمعية الوطنية للتغيير التى أسسها الدكتور محمد البرادعى تتدخل فى تنفيذ برامج المنظمة، قائلا "إننا نعمل بشفافية داخل مصر والحكومة المصرية تعلم كل مانقوم به من أنشطة".
كما نفى أن الإدارة الأمريكية تستخدم فريدوم هاوس للضغط على مصر فى بعض المواقف، مؤكدًا أن المنظمة لا تعمل فى الإدارة الأمريكية وأن كل تقاريرها تتم كتابتها بحيادية، قائلا" إننا نرفض أن يحدث ذلك وكثيرًا ما نلجأ للإدارة الأمريكية لكى تساعدنا فى بعض قضايا حقوق الإنسان من أجل إحراز المزيد من التقدم تجاه هذه القضايا"، مضيفًا أنه سيصدر خلال الشهر القادم تقرير حول الحرية فى دول العالم يقيم الدول وفقا لمعايير الحرية لديهم، كما نفى أيضا تدعيم أحد أعضاء مجلس الأمناء فى المنظمة للتوجه الصهيونى، قائلا " لدينا فى مجلس الأمناء أعضاء لهم وجهات نظر مختلفة منهم جمهوريون وديمقراطيون ومنهم من يهتم بالشرق الأوسط، والبعض الآخر يهتم بالصين وليس لدينا أجندات محددة حول العالم.
وأوضح أنه التقى المستشار مقبل شاكر، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، والدكتور حسام بدراوى، عضو المجلس والتقى بالسفير المصرى فى واشنطن قبل مجيئه إلى مصر وطلب منه أن يرتب لهم موعدًا مع وزير الخارجية المصرية ولكن ظروف الوقت حالت دون إتمام اللقاء، وأوضح أنه زار السفارة الأمريكية بالقاهرة وعدداً من مؤسسات المجتمع المدنى المصرية.
وحول الخطط المستقبلية المنتظر تنفيذه، أشار إلى أن التنمية والتطوير وتقديم الدعم للمؤسسات المحلية أهم ما تأمل المنظمة فى تحقيقه فى مصر، مؤكدًا أن العلاقات المصرية الأمريكية جيدة وقوية، لافتًا إلى أن مشروعاتهم المستقبلية تعتمد على التمويل، وأن أهم الملفات التى سوف تدافع عنها المنظمة هى (حرية الصحافة وحرية الرأى والتعبير ومناهضة التعذيب) وآلية المراجعة الدورية الشاملة وكل قضايا حقوق الإنسان التى هى فى الأصل عالمية وليست أمريكية.
المدير التنفيذى الجديد لـ"فريدوم هاوس" لـ"اليوم السابع": الانتخابات الأخيرة "خطوة للوراء".. و"لسنا فرعًا سرياً لجمعية البرادعى ونعمل بشفافية داخل مصر".. والعلاقات المصرية الأمريكية قوية
الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010 06:41 م