أكد الدكتور على الدين هلال أمين الإعلام فى الحزب الوطنى، أن العنف ظاهرة إنسانية اجتماعية تشهدها كل المجتمعات، فالمجتمع الخال من العنف لا يوجد إلا فى الفكر الطوباوى أو الخيالى، مضيفا أنه لا يوجد سبب واحد لتفسير العنف، فهناك مجموعة كبيرة من العوامل التى يمكن أن تفسره، لكنها عوامل غير مكتملة، ولا يمكن أن تؤدى وحدها إلى العنف، ومنها الفقر، وغياب القيم الاجتماعية، والتفكك الأسرى، والاغتراب، والشعور بالحرمان.. وغيرها.
جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر "الشباب وظاهرة العنف" بمكتبة الإسكندرية صباح اليوم والذى تنظمه المكتبة، ومنتدى الفكر العربي، برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، وبمشاركة أكثر من 10 دول عربية، فى الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر الجارى.
وأشار هلال إلى أن العنف يمكن أن يكون بالقول أو الفعل، فهو سلوك كلامى أو عملى، فردى أو جماعى، ويحمل معانى الاقتحام والتعدى على الآخر، وأوضح أن 90% تقريبًا من حالات العنف هى حالات هادفة، تسعى إلى تقييد سلوك الأطراف التى يقع عليها العنف، أو منع المستهدف من ممارسة عمل معين، أو إجباره على سلوك مختلف، أما 10% من الحالات تقوم على سلوك مرضى.
وتطرق هلال إلى منظور مختلف للعنف، وهو العنف الهيكلى، ومنه الأوضاع الاجتماعية التى تمثل عنفًا على الناس، مثل الفقر، الذى يعتبر عنفا منظما يمارس على الفقراء كل يوم، والبطالة، وأشكال التمييز، وغيرها.
وأكد هلال أن ممارسة العنف لا تقتصر على الشباب، ولكن هناك علاقة خاصة بين الشباب والعنف، بناء على مجموعة من العوامل، أولها العامل الديموغرافى، حيث أن الشباب يمثلون ثلثى الوطن العربى، وهو وضع سيستمر لسنوات طويلة مع استمرار الطفرة السكانية، كما أن الشباب هو الشريحة القادرة على العنف، والإضراب، وغيره، لما يتمتع به من القوة.
وشدد على أن أزمات المجتمع العربى تنعكس بدورها على الشباب، الشريحة سريعة التأثر فى المجتمع، ولذلك فهى تترجم فى شكل ظاهرة العنف، مبينًا أن هذه الأزمات تنتشر بشكل كبير فى معظم الدول العربية، ومنها التفكك الأسرى والأوضاع السياسية والاجتماعية، وغياب القدوة وأشكال الديمقراطية، والشعور بالتهميش السياسى والاجتماعى.
وقال هلال إن التعامل مع ظاهرة العنف لا بد أن يتم على مستوى الدولة، ولكن يجب أن يدرك الشباب أن له دورا كبيرا وفعالا فى هذا المجال، بغض النظر عن الاستجابة الرسمية، كما أنه يجب نشر قيم التسامح والمشاركة، وتربية شخصيات متوازنة، متدينة دون تطرف، وملتزمة أخلاقيًا ووطنيًا دون تعصب، و دون اتخاذ مواقف ضد الأقليات.
من جانبها، أكدت الشريفة نور بنت على أن انتشار ظاهرة العنف فى السنوات الأخيرة ترتب عليه آثار وسلوكيات محفوفة بالمخاطر، وكان لها بالغ الأثر على الأطفال والشباب، الذين هم أجيال المستقبل، مشيرة إلى أن ضحايا العنف وصلوا إلى أكثر من مليون ونصف شخص سنويًا، بحيث يقع عليهم إصابات جسدية واضطرابات نفسية وأمراض عضوية، كما يواجه الأطفال مخاطر أكبر بسبب انتشار الكحول والمخدرات والتدخين والأمراض الجنسية.
ولفت الدكتور هُمام غصيب إلى أن ظاهرة العنف أصبحت ظاهرة مثيرة للقلق والرعب، تعيق إطلاق الطاقات الشبابية وتمنع الشباب من المشاركة، ولذلك جاء هذا المؤتمر لبحث سبل تحويل هذا العنف إلى طاقات إيجابية، من خلال نشر قيم الخلق القويم واحترام الآخر، وتأسيس قاعدة بيانات شبابية وافية تعمل بإيقاع سريع ودقة على التصدى لظاهرة العنف فى المجتمعات العربية.
افتتحت المؤتمر السفيرة هاجر الإسلامبولى، رئيس قطاع العلاقات الخارجية بمكتبة الإسكندرية، والشريفة نور بنت على، والدكتور هُمام غصيب، أمين عام منتدى الفكر العربى.
جانب من أعمال المؤتمر
السفيرة هاجر الإسلامبولى رئيس قطاع العلاقات الخارجية بمكتبة الإسكندرية
جانب من أعمال المؤتمر
الشريفة نور بنت على
الدكتور همام غصيب أمين عام منتدى الفكر العربى
الدكتور على الدين هلال
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة