دكتور هشام عبد الفتاح يكتب: الطفل التوحدى.. من هو وكيف نتعامل معه؟

الإثنين، 13 ديسمبر 2010 06:06 م
دكتور هشام عبد الفتاح يكتب: الطفل التوحدى.. من هو وكيف نتعامل معه؟ دكتور هشام عبد الفتاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التوحد حالة من الاضطراب النفسى تصيب حوالى 0.02 – 0.05% من الأطفال، تؤدى إلى تدهور نمائى شديد لدى الأطفال فى المهارات الاجتماعية واللغوية ومهارات الاتصال غير اللفظية، ويتعدى حدوث هذه الحالة لدى الأطفال الذكور أربعة أضعاف حدوثها لدى الإناث إلا أن شدتها لدى الإناث تكون أكبر من الذكور، حيث يبدأ الاضطراب فى سن مبكرة خلال الثلاث سنوات الأولى من العمر.

وما يميز اضطراب التوحد هو فشل الطفل فى عمل علاقة مع والديه أو مع الآخرين ويبقى فى عزلة اجتماعية شديدة تصاحبها عدم القدرة على التركيز فى أى شخص أو أى شىء، كما لا يستجيب الطفل المصاب عاطفيا ولا يملك القدرة على إعطاء المتطلبات العاطفية .

ويلاحظ نتيجة لذلك حالة من تأخر الكلام لدى الطفل، أما إذا كان الكلام طبيعيا، فيكون تكرارا وإعادة لكلام الغير مثل صدى الصوت، بإيقاع غير حساس يرافقه الكثير من العيوب اللفظية واللغوية الأخرى .

كما لا يتضح على الطفل المصاب أثناء فترة الرضاعة السلوك التفاعلى أو التفاعل الاجتماعى، حيث يكون غير موجود أو متأخر، كما لا يأخذ الطفل وضع الاستعداد عندما يحضنه الآخرون، فيما يفضل أن يكون بمفرده فى بيئة ثانية مع ألعابه المحببة أكثر من وجوده مع الأشخاص، وإذا ما فقد الطفل هذه الظروف أو تغيرت عليه، فإنه يندفع فى تفاعل غضبان حيث يلقى نفسه على الأرض تارة أو يخبط رأسه بالحائط تارة أخرى .

أما التلاصق أو التواصل البصرى فى هؤلاء الأطفال فيكون قليلا جدا أو منعدما، ويتصف هؤلاء بعدم المبالاة لمحالاوت الآخرين فى إدماجهم ضمن جماعات اللعب، إضافة إلى قلة استجابتهم للألم ونقص الاستجابة للضوضاء العالية، وهنا يرى الخبراء السلوكيون ضرورة احترام سلوك الأطفال المعتمد بطريقتهم وحسب طبيعتهم .

ومن الملاحظ أن الطفل التوحدى يعبر عن أفعاله أكثر بكثير عما يستطيع التواصل بالكلمات، كما أن بعضهم يتصفون بالتوتر وقلة الهدوء، والبعض الآخر أصحاب ميول عدوانية وتخريبية بما فى ذلك إيذاء النفس .

ولاتزال النظريات العلمية عن التوحد غير مثبتة، ولكن التوحد لا يورث من قبل الأباء، فهناك دلائل على وجود أسباب عضوية مثل التعرض للإصابة فى الدماغ، أو استعداد بيولوجى أو عيوب فى الجهاز العصبى.

وهناك دلائل حديثة تشير إلى أن مسببات التوحد ناجمة عن أسباب فسيولوجية عصبية، والبعض يفسر التوحد على أنه عيب فى اللغة ولكنه فى كل الأحوال هنالك خلل وظيفى عصبى.

هناك العديد من العلاجات للتوحد، إلا أن الوسيلة الأفضل لمساعدة هؤلاء الأطفال تعتمد فى الأساس على تكوين علاقة معهم تضمن الاستمرار فى التواصل، ويرتكز العمل الذى يؤديه الخبراء السلوكيون المتابعة لحالة هؤلاء الأطفال على أسلوب التواصل معهم، حيث تنبع أهمية الأداء من خلال المقدرة على تكوين اتصال بين عالم الطفل الخيالى وعالمه الحقيقى.

كما أنه لا يوجد هنالك علاج معتمد للتوحد، ولكن هناك وصفات مختلفة حسب اختلاف الحالة، وأن معظم العلاجات قد تصلح لأشخاص ولا تصلح لآخرين .

ومهما كانت طريقة العلاج إلا أنه من الضرورى العمل على وضع خطة علاجية خاصة بكل شخص لتقابل احتياجاته المتفردة، وفى معظم الحالات يستجيب مرضى التوحد للأدوية العلاجية مع التعليم، وتشمل هذه الأدوية علاجات حيوية غذائية وعلاجات سلوكية وعلاجات تكميلية .

وعموما فإن استخدام العلاجات الحيوية مع العلاجات السلوكية أكثر هذه الطرق فاعلية .

كما أن هناك العديد من العلاجات الحيوية والغذائية المستخدمة فى التوحد إلا أن أكثرها انتشارا هى العلاجات الدوائية والتعويض بالفيتامينات والعناصر الأساسية.


وتستخدم الأدوية أيضا لتخفيف الأعراض والاضطرابات السلوكية مثل فرط الحركة والاندفاعية وصعوبات الانتباه والقلق، حيث تعمل الأدوية على تقليل الأعراض السابقة وتمكن الطفل من الحصول على أعلى فائدة من التدخلات السلوكية والتعليمية .

أما العلاجات السلوكية فقد صممت للتغلب على السلوكيات المضطربة وظيفيا وتنمية مهارات خاصة اجتماعية وتواصلية أو حسية .

القاعدة الأساسية فى التعليم هى أن لكل شخص مصاب بالتوحد طاقاته ونسبة العجز، وبناء عليه فلا بد وأن يتوافق التعليم مع احتياجات الطفل الشخصية، ويعتمد هذا النوع من العلاج على الفن والعلاج بالموسيقى والتعايش مع الحيوانات الأليفة، وهذه الطرق العلاجية لا تعد فى حد ذاتها تدخلات سلوكية أو تعليمية، ولكنها تضيف فرصة للطفل لتنمية مهاراته الاجتماعية والتواصلية، بالإضافة إلى التدخلات التعليمية والسلوكية .

ويقدم العلاج بالفن طريقة غير لفظية للطفل للتعبير عن مشاعره، حيث تعمل التدخلات الموسيقية على تنمية المهارات الكلامية واللغوية، كما أن العلاج بالحيوانات مثل ركوب الحصان والسباحة مع الدولفين من شأنها العمل على تنمية مهارات الطفل الحركية التى تنمى بالتالى الثقة بالنفس.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة