قال الباحث الدكتور محمد القضاة إن الروائى المصرى نجيب محفوظ والتركى أورهان باموك قد أطلا على الحضارة الإنسانية بتفاصيلها وظروفها المختلفة وقدما للعالم نماذج روائية على درجة عالية من الفنية والحضارية تناولا فيها قيماً ثابتة ومبادئ رسخا من خلالها ثقافتهما الموسوعية.
جاء ذلك خلال الندوة الثانية التى عقدت مساء أمس، الأحد، ضمن فعاليات اليوم الأول لملتقى الرواية بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة، وشارك فيها د.أحمد درويش، وحسام نايل، ود.شريف الجيَّار، ود.محمد القضاة، وأدارها الناقد الفلسطينى د.فيصل دراج.
وأضاف محمد القضاة إن القارئ لأعمال نجيب محفوظ وأورهان باموك يدرك تمامًا أن الحضارات المختلفة لا تتصارع بل تتحاور وتتلاقى للارتقاء بمفهوم الحضارة بعيدًا عن الجنس واللون والمكان، فالحوار الحضارى هو الصيغة المثلى لتعايش البشر وانسجامهم.
وأوضح القضاة إن تاريخ البشرية يمضى فى سلسلة من التنقلات من عصر إلى آخر، ومن ثم كان الانتقال من الحضارة الفرعونية والآشورية والفينيقية إلى الحضارة اليونانية ثم الرومانية فالعربية والعثمانية والإسلامية والآن الحداثة الغربية، وهو هو ما انعكس على أعمالهما التى كشفت لنا عن مضامين ثقافية مشتركة بين ثقافات هذه الأمم.
وركز د.أحمد درويش فى كلمته حول "التناص الداخلى والتقاط الأنفاس عند نجيب محفوظ" مشيرا إلى أن الإنتاج الروائى عند نجيب محفوظ أستند فى بعض تقنياته على وسيلتين فنيتين إحداهما مستوى الحوار أو المونولوج، والثانية على المستوى الفنى والتحليلى.
وأوضح درويش أن الوسيلة الأولى "تقنية التناص الداخلى" تتكرر مع بعض المشاهد الحوارية فى مواضع مختلفة من الرواية الواحدة مع اتخاذها فى كل مرة منطلقًا لتنمية إحدى زوايا الحدث.
وتابع درويش، وتتكرر التقنية الثانية خلال استخدام تيار الوعى فى العمل الروائى حيث يتوقف التيار فجأة فى لحظة يمكن أن يطلق عليها "لحظة التقاط الأنفاس" وهى لحظة خاطفة لكى يعود التيار بعدها إلى استكمال تدفقه الأساسى.
أما د.شريف الجيَّار فقد ركز فى كلمته على أثر "ألف ليلة وليلة" فى السرد المصرى المعاصر، وكيف استلهم الكتاب المصريون النص الشهرزادى من خلال التطبيق على روايتى "ليالى ألف ليلة وليلة" لنجيب محفوظ و"حواديت الآخر" لحسام فخر، موضحًا أن نجيب محفوظ استلهم "ألف ليلة وليلة" ليعبر عن الواقع السياسى المعاش فى السبعينيات.