طالب الروائى السورى ممدوح عزام، الحكومات العربية بالتخلى عن النظم الدكتاتورية المستبدة، حتى يجد المبدع متنفسا للتعبير عما يحدث، مؤكدا على أن الأدب هو المرآة التى تعكس الأحداث الجارية.
واضاف عزام، انتشار الفكر الوهابى والسلفى كان له دور كبير فى قمع ومصادرة الكثير من الكتابات الأدبية، ولا يوجد ممنوع أمام الكاتب طالما السرد الروائى يتطلب ذكر بعض الأمور السياسية أو الدينية أو الجنسية.
جاء ذلك خلال الجلسة الثانية من اليوم الأول لملتقى القاهرة الدولى الخامس للرواية العربية، والتى عُقدت مساء أمس، الأحد، وحضرها الدكتور خالد السروجى والشاعرة غدير الشوربجى والدكتورة فاتن حسين وأدارها الدكتور محمد بدوى.
وأشار عزام، إلى أن القيود لا تُفرض فقط على فن الرواية، مشيرا إلى أن المسرح أيضا كفن من الفنون الأدبية ما زال حبيس الكتب ويحتاج إلى مناخ حر وديمقراطى حتى يمكن له الظهور على خشبة المسرح.
بينما قال الناقد الدكتور محمد بدوى، إن إشكالية حرية الفكر والإبداع ستظل قضية جدلية، مؤكدا على أن الكاتب من حقه أن يكتب ويخطأ ويجرب ومن حق المجتمع أيضا أن يتمسك بثوابته، مضيفا أن المبدع سيظل دائما تحت المجهر من رجال الدين والسياسة.
وأكد بدوى، أن تعرض الكاتب لبعض الأمور الدينية فى نصه الأدبى ليس معناه أنه يريد بذلك نقد النصوص الدينية المقدسة وضرب مثال بمقولة فريدريد نيتشا "الله مات"، مشيرا إلى أنه لم يقصد بذلك الذات الإلهيه ولكن كان يقصد الحقائق والمعتقدات التى كان يصدق فيها العالم فى عصر ما قبل الحداثة.
بينما استرجع الناقد الدكتور خالد السروجى فى هذه المسألة بعض المؤلفات التى قامت بعض الجهات السياسية والدينية بتكفيرها ومصادرتها وهم رواية "نائب عزرائيل" ليوسف السباعى الذى اعتبرها رجال الدين سخرية من ملائكة الله، ورواية "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ و"وليمة لأعشاب البحر" لحيدر حيدر وأخيرا رواية "عزازيل" ليوسف زيدان.
بينما عرضت الناقدة الدكتورة فاتن حسين، مجموعة من أنواع الروايات كالرواية التاريخية والواقعية والرومانسية، مشيرة إلى أن هذا التنوع أثرى الرواية العربية وجعلها أكثر الفنون التى استطاعت أن تستوعب باقى الفنون الأخرى وضربت مثالا بكتاب الأديب شكرى عزيز ماضى "أنماط الرواية العربية الجديدة" الذى قال فيه، إن التجديد الأدبى بحث دائب عن أدوات تمكن الأديب من التعبير عن علاقة الإنسان بواقعه المتغير والمتجدد، مؤكدة أن فن الرواية ما زال فى تطور مستمر لأن المجتمعات فى تغير دائم.