قال الروائى طارق إمام، إن فكرة "الأكثر مبيعا" أصبحت ظاهرة تسيطر على فكر كل كاتب فى كتابته للرواية فى الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن هذه الفكرة جعلت الرواية تفتقد الكثير من عناصرها الجمالية.
جاء ذلك خلال الجلسة الثالثة من اليوم الأول من ملتقى القاهرة الدولى الخامس للرواية العربية، والتى عُقدت مساء أمس، الأحد، وحضرها كل من الناقد السينمائى محمود الغيطانى، الروائى طارق إمام، ومحمود أبو عيشة، والناقدة العراقية بان الراوى وأدارت الجلسة الدكتورة اعتدال عثمان.
وأضاف إمام، أن الجوائز الأدبية أيضا كان لها دور فى التأثير على الكتابة الروائية، مشيرا إلى أنها قامت بعمل حراك فى كيمياء الكتابة وضرب مثال بجائزة البوكر العربية التى لا تمنح إلا للروايات الكبيرة وهذا من شأنه أن يغير فكر كاتب القصة القصيرة لكتابة رواية كبيرة.
وانتقد الناقد السينمائى محمود الغيطانى، نقاد الرواية قائلا: "إن ما يقومون به فى الجلسات النقدية للروايات والأعمال الأدبية لا يعتبر نقد أدبى صحيح، بل يعد مجرد قراءات سطحية للأعمال الأدبية، مشيرا إلى أن أغلب هذه الجلسات يقوم فيها كُتاب الرواية بدعوة أصدقائهم من النقاد حتى يثبتوا أن روايتهم خضعت للنقد وحازت على إعجاب النقاد وأثبتوا أنها خالية من أى أخطاء.
وتطرق الغيطانى فى حديثه عن الصراع الذى أصبح يحاصر الكاتب من جميع الجهات، سواء كان ضغطا اجتماعيا أو تضييقا سياسيا وانتشار الفكر السلفى، بالإضافة إلى مشكلة النشر التى وصفها بمرض العصر عند أى كاتب، مشيرا إلى تأخر النشر فى مؤسسات النشر الحكومية التى لا توافق أساسا إلا على نشر الأعمال الأدبية السطحية وكذلك دور النشر الخاصة التى لا تنشر أعمالا إلا بأسعار باهظة.
بينما يرى الناقد محمود أبو عيشة، أن الكتابة الروائية شابها العديد من العوامل التى كان من شأنها أن تشوه النص الأدبى وتفقد المبدع تواصله مع نصه الأدبى، وأهمها كثرة الجوائز الأدبية وغياب النقد الحقيقى بالإضافة إلى النشر الإلكترونى من مدونات وفيس بوك.
وتطرقت الناقدة العراقية بان الراوى، إلى الحديث عن دور التطور التكنولوجى وتأثيره على الأدب وخاصة الرواية، قائلة، إن الانفتاح على العناصر التكنولوجية الحديثة فى الوقت الحالى وقضاء أكبر وقت ممكن أمام أجهزة الحاسب الآلى، دفع الكتاب للاتجاه إلى الكتابة الرقمية.
وأوضحت، أن الرواية الرقمية تختلف عن الورقية فى استعانة الكاتب الرقمى ببعض المؤثرات المرئية والمسموعة التى من شأنها أن تخلق نوع من التواصل بين المتلقى والنص الأدبى حتى لا يمل القراءة أمام الحاسب الآلى، مؤكدة بذلك على أن هذا الأسلوب أنتج نقله نوعية فى عالم الكتابة الأدبية وضربت مثال بالكاتب الأردنى محمد سناجله والذى يعد أول من كتب رواية رقمية بعنوان "ظلال الواحد" عام 2001.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة