تابعت مجلة التايم الأمريكية، الحركة السياسية فى مصر بعد انتخابات مجلس الشعب، التى أسفرت عن اكتساح الحزب الوطنى الديمقراطى لها، حيث اعتبرها البعض الانتخابات الأكثر تزويرا فى تاريخ مصر.
وقالت المجلة، إنه بعد إجراء هذه الانتخابات، تضخمت الاحتجاجات التى شهدت تنوعا فى صفوف المشاركين فيها، فضمت الإسلاميين، أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك الليبراليين والاشتراكيين والناصريين إلى جانب أعضاء سابقين من الحزب الحاكم، وبعض المحتجين جاءوا من المدن الساحلية كالإسكندرية وبورسعيد.
وأشارت التايم، إلى أنه ورغم أن اليوم، الاثنين، سيشهد انعقاد أولى جلسات مجلس الشعب الجديد، فإن الأمر بالنسبة للمعارضة التى أصبحت تقريباً بعيدة تماماً، هو أول أيام عهد جديد لها.
ونقلت المجلة عن وائل نوارة، مرشح حزب الغد فى الانتخابات البرلمانية اعتقاده أن النظام نجح فى استعداء الجميع، حتى الأحزاب التى عقدت صفقات معه، وما يسمى بالأحزاب المستأنسة، مضيفا أن الانتخابات الأخيرة هى الأسوأ فى تاريخ البلاد.
وأشارت التايم، إلى إنها لم تتوقع أن تأتى الانتخابات بهذا الشكل، لافتة إلى أن الإخوان الذين حصلوا على 20% من مقاعد البرلمان فى انتخابات 2005، لم يحصلوا إلا على مقعد واحد، فى حين انسحب الوفد من جولة الإعادة، وساده الارتباك مع عدم تنفيذ عدد من أعضائه لقرار الانسحاب، وتوقعوا أن يستفيدوا من هجوم النظام على الإخوان.
غير أن كلا الطرفين، الإخوان والوفد، إلى جانب آخرين يقولون إن النظام ذهب إلى حد بعيد للغاية، فيقول مصطفى الجندى، عضو حزب الوفد "اعتقدنا أن الهدف هو الإخوان المسلمين، لكن الأمر لم يكن كذلك على ما يبدو، بل كان الهدف أى شخص يمكن أن يقول لا"، ويعتقد بعض المحللين أن النظام كبح جماح المعارضة بشكل أقسى من المعتاد فى محاولة لفرض سيطرة الحزب الوطنى على المجلس قبل انتخابات الرئاسة العام المقبل، غير أن أعضاء من المعارضة يقولون إن التزوير الطائش على مستوى الدوائر تم بشكل أكبر مما خطط له الحزب الوطنى نفسه، فيقول وائل نوارة، إن المرحلة الأولى من الانتخابات منحت 96% من المقاعد لدرجة أن الحزب الوطنى اضطر إلى التزوير فى مرحلة الإعادة لصالح المعارضة.
تقول التايم، من الناحية التاريخية، كان البرلمان منبراً مفيداً، رغم ضعفه، لأعضاء المعارضة لمحاسبة النظام، إلا أن هذا التحول المفاجئ خارج البرلمان أدى إلى إعادة تقييم الأساليب، فيقول عمرو حمزاوى، رئيس قسم الأبحاث فى مركز كارنيجى، إن الأمر لم يعد يتعلق بمقاطعة الانتخابات بل بمقاطعة السياسات الرسمية.
من ناحية أخرى، تحدثت الصحيفة عن توحد الإسلاميين والليبراليين، رغم اختلافهم فى الماضى حول إدخال الدين فى السياسة، وإعلانهم تكوين جبهة جديدة لملأ الفراغ السياسى، ودعا هؤلاء إلى رفض نتائج الانتخابات وقالوا إنهم سيشكلون برلمانا موازياً لتحدى البرلمان الموجود ووضعوا خططا لمزيد من الاجتماعات المشتركة والعصيان المدنى.
وداخل جماعة الإخوان المسلمين، يوجد مدرستان حول الإستراتيجية الخاصة بدور الجماعة فى التعاون مع القوى الأخرى، فيقول حمزاوى، طالما كانت هناك مجموعة تؤيد المشاركة السياسية، وأخرى تتشكك فيها، والآن يمكن أن يجادل المتشككون بأن الانتخابات جعلت المكاسب السياسية صفر، وسيطالبون بالتركيز أكثر على الأنشطة الدينية والاجتماعية بدلاً من السياسة، معربا عن اعتقاده بأن الحكومة ستجذبهم نحو هذا الاتجاه.
التايم الأمريكية: المعارضة تبحث عن طريقها خارج البرلمان
الإثنين، 13 ديسمبر 2010 04:13 م
مجلس الشعب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة