د.عزازى على عزازى

العجز الجنسى.. والعجز السياسى

السبت، 11 ديسمبر 2010 07:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصر المريضة بالسرطانات والفشل الكلوى والكبدى والضغط والسكر والأمراض النفسية، مريضة أيضاً بالفساد والاستبداد والتزوير والطوارئ والجمود والفقر، والنتيجة الحتمية لكل ذلك لم تعلنها مراكز الأبحاث السياسية والاستراتيجية، ولا الجمعيات الحقوقية المدنية، بل عبرت عنه الجمعية التناسلية المصرية فى مؤتمر علمى، حيث أكدت الأبحاث أن 50% من عينة بلغت 5 آلاف مواطن، مصابون بالضعف الجنسى، ويشير تقرير آخر إلى أن 25 مليون مريض بالعجز الجنسى وبعد قليل سينتقل المصابون بالضعف إلى خانة المصابين بالعجز.

وهذا هو حصاد سياسات الركود والعجز السياسى والاقتصادى والفساد المالى والإدارى، واختزال دور البطولة داخلياً فى آلة القهر، وخارجياً فى القيام بأدوار ذيلية، وهو ما أدى - بالتأكيد - لانحسار قيم الفحولة السياسية والقدرة الاقتصادية، فالدولة غير قادرة على مواجهة أتفه المشكلات والقضايا، وحينما تستسلم الإدارة المصرية وتسلم إرادتها للأجندات والسيناريوهات النقيضة لخياراتها الطبيعية، فمن الطبيعى أن يكون العجز الجسدى للمواطن هو التعبير عن غياب وضياع الرجولة كقيمة سلوكية أخلاقية، قبل أن تكون قدرات جسدية، فالمواطن المصرى المسكين يدور فى ساقية يومية، ليوفر لعائلته حد الكفاف، تطحنه المواصلات، يلفظه صاحب العمل، تبتزه الأسعار، تطارده متطلبات لا يقدر عليها، يصل بيته مهزوماً يجر أذيال الإحباط والخيبات ترتفع من حوله أجندات ترفع شعار القضاء على الذكورة وتلعن المجتمع والثقافة الذكورية، بينما هو مجرد جثة منهكة تتحرك ببطء تجاه حتفها، والهدف، بالطبع، هو القضاء على الرجولة الإنسانية كصفة تتساوى فيها المرأة بالرجل، ومن ثم يصبح المطلوب هو تفكيك المجتمع كله، باستبدال جميع القيم الأساسية، فالمقاومة إرهاب، والمعارضة جريمة، والتغيير مستحيل، وتداول السلطة ممنوع، تنتهى حيوية المجتمع، ويفرض العجز نفسه على الجميع، كانت النكتة وسائر عناصر الثقافة الشعبية تزخر بالحكايات والأفشات التى تشيد بفحولة المصريين، فى تلك الأزمنة لم تكن فى مصر المحروسة عيادة واحدة لما يسمى بأمراض الذكورة وعلاج العجز، الآن تمتلئ الشوارع والحارات والقرى بهذه العيادات، وتتكدس على الأرصفة أكوام من الأعشاب الطبية، ويرفع بعض مرشحى حزب الحكومة شعار (حباية زرقا لكل صوت انتخابى)، وتتسابق المطاعم وأكشاك السندويتشات على تقديم الفياجرا الغذائية.

تسود - الآن - فى أعلى مستوى سياسى لغة (ما أعرفش - ما أقدرش - يعنى أحارب؟ - أجيب لكم أكل منين؟ - الأيام اللى فاتت صعبة والأيام اللى جاية سودا). ينقطع الأمل فى الأمل، تتلاشى قدرة الدولة ومعها تتضاءل قدرة الأفراد، تغيب فحولة القرارات والسياسات، ومعها تتقلص كل أسباب الخصوبة عند المواطن، والحل ليس فى العقاقير والحبوب ذات الألوان المتعددة، الحل فى عودة الرجولة للدولة، ساعتها تتحقق للفرد قيم الرجولة الضائعة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة