قال الدكتور علاء الأسوانى الكاتب والأديب المعروف أن ما حدث فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة ليس تزويراً ولكنه سرقة بالإكراه، مشيرا إلى أن فكرة التزوير تحتاج إلى ذكاء وفن مثل الشخص الذى يزيف الفلوس فهو فنان. جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس، الجمعة، بمكتبة ألف للاحتفاء بحصول الأسوانى على جائزة التميز من جامعة الينوى.
ووصف الأسوانى أحزاب المعارضة فى مصر بأنها مثل "الفراخ المجمدة" تخرجها الحكومة وقت اللزوم، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية الوحيدة هى التى تختار أحزاب المعارضة الملائمة لها وهذا النظام لم يكن معمولا به قبل ثورة 23 يوليو.
كما تحدث الأسوانى عن فكرة "كأن" والتى تتمثل فى التواطؤ الذى من شأنه تغيير الحقائق حتى يقتنع كل فرد بالأكاذيب التى يرددها، مدللا على ذلك بوصف مرشحى الحزب الوطنى الذين فازوا بالتزوير يوم الانتخابات بيوم العرس، وهذا أكبر دليل على التواطؤ، معتبرا هذه الفكرة ظاهرة أساسية فى كل تصرفات الشعب المصرى على المستوى الاجتماعى.
وذكر الأسوانى أن التطرف أحد أعراض مرض الاستبداد الذى نعانى منه، مؤكدا أن الشعب المصرى بجميع طوائفه أصبح يفتقد لمنظومة العدالة وتطبيق القوانين، وأشار إلى أن قانون دور العبادة تم حسمه منذ عام 1977، لكن هناك بعض الموظفين والمسئولين المتزمتين دينيا الذين يوقفون تنفيذ القانون كما يجب، مضيفا أن انتشار الفكر الوهابى والقنوات الفضائية السلفية فى مصر التى تصور المسيحى على أنه كافر وعليه دفع الجزية كل هذا أدى إلى ظهور فكر التطرف.
وعن واقعة ترجمة روايته "عمارة يعقوبيان" للغة العبرية قال الأسوانى: أنا لا أقلل من شأن هذه اللغة ولا من شأن الديانة اليهودية، لكن أنا ضد إسرائيل، مؤكدا أنه لن يتعامل مع إسرائيل حتى يستعيد كل مواطن فلسطينى على حريته وكرامته من العدوان الإسرائيلى.
وأوضح الأسوانى أن التغيير قد يحتاج إلى وقت فى تنفيذه، مشيرا إلى أنه ليس بالضرورة أن من يطالب بالتغيير يكون أستاذا جامعيا أو رجل قانون أو رجل سياسة، لافتا إلى أن الموظفين الذين اعتصموا بجوار مجلس الشورى يريدون التغيير. وأكد أننا نحتاج إلى نظام إدارة لتفعيل تطبيق القانون، مشيرا إلى الغرب يتقدمون ليس لأنهم أفضل منا، ولكن لأنهم يضعون نظام إدارة يقود للتقدم.
وقامت المكتبة فى نهاية الندوة بتكريمه وإعطائه شهادة تقدير وصفته فيها بمعمارى الرواية العربية، وقام بعدها الأسوانى بتوقيع بعض رواياته.
الأسوانى: ما حدث فى الانتخابات سرقة وليس تزويراً
السبت، 11 ديسمبر 2010 05:33 م