قال الناقد الدكتور حسام عقل، إن الروائى إبراهيم عبد المجيد دفع النقاد بروايته "فى كل أسبوع يوم جمعة" إلى مناقشة ما يكتب على صفحات الإنترنت من مدونات ليتم إدراجه ضمن أنواع الأدب، بالإضافة للمصطلحات الجديدة التى فرضتها التكنولوجيا الحديثة على لغة الشارع المصرى، وهو ما استطاعت الرواية أن تنقله بحرفية عالية جدًا دعت النقاد إلى مناقشته.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس بنادى دار العلوم بالتوفيقية؛ لمناقشة رواية "فى كل أسبوع يوم جمعة" للروائى إبراهيم عبد المجيد، والتى صدر منها الطبعة الثالثة مؤخرًا عن الدار المصرية اللبنانية، وناقشها كل من د.حسام عقل، ود.رشا صالح، وأدار الندوة أدارها الشاعر والناقد أحمد حسن.
وأوضح عقل، أن الرواية تتمثل فى جزأين، أولهما يندرج تحت أدب اليوميات، وذلك من خلال ما عبر عنه أشخاص الرواية من إصرارهم على البوح على صفحات الموقع الإلكترونى، وهو ما استغرق 103 صفحات من الرواية، أما الجزء الثانى فيتمثل فى الحوار الذى دار بين هؤلاء الأشخاص فيما بعد، مضيفًا "ومن الطريف فى الرواية أن كافة أبطالها لا يواجهون بعضهم بعضًا، فالمواجهة فى "كل أسبوع يوم جمعة" لا تتم إلا عن طريق شاشات الكمبيوتر الصامتة، وهو ما عبر عن تجليات الإنترنت".
وأشار عقل إلى أن عبد المجيد استطاع بدرجة عالية، أن يحول بوح الأشخاص فى الرواية إلى فضائحية تكشف عن جوانبهم النفسية الإيجابية والسلبية منها، وترسم شخصياتهم بعفوية يدرجها القارئ؛ ليُكون بنفسه ملامح كل شخصية على مدار الحكى.
وقال عقل إن الرواية قدمت مسحًا اجتماعيًا شاملاً لكافة شرائح وطبقات المجتمع المصري، مع عدم وضع حلول للمشكلات التى تواجه هذه الشرائح وتعانى منها ليل نهار، وأكدت على أن كل طبقة لا تخلو من المتشددون والمعتدلون أيضًا، مضيفًا "لتخرج الرواية فى النهاية بالسؤال عن المشروع الوطنى الذى يجمع كافة أطياف هذه الشرائح المجتمعية، وهو ما عبرت عنه صاحبة الموقع بشعار "الدين لله والموقع للجميع".
وأشار عقل إلى أن الرواية لم تغفل الأجواء الانتخابية برغم صدور الرواية قبيل الانتخابات بفترة طويلة، إلا أن القارئ يشعر وكأن الرواية نقلت ما رأيناه فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وكذلك تناولت القضايا المعاصرة التى نعيشها والتى كشفت الوجه الحقيقى للدولة المدنية، وذلك من خلال عماد الذى تعرض للتعذيب داخل السجون، بالإضافة إلى تركيز الرواية على هاجس إحساس أبطالها بالملاحقة والمراقبة الأمنية، مضيفًا "ولم تغفل الرواية الجوانب الإيجابية والسلبية للإنترنت، فأشارت لمن حصل على وظيفة عن طريق الإنترنت، ومن تعرض للمضايقات بسببه أيضًا".
وختم عقل حديثه، قائلاً "إن القصة تحكى للأطفال لتفضى بهم إلى النوم، وتحكى إلى الكبار لتفضى بهم إلى الإفاقة" وهذا ما فعلته رواية إبراهيم عبد المجيد.
وقدمت د.رشا صالح دراسة مطولة حول الرواية تناولت فيها الأبعاد الفنية التى شكلت الرواية وقدمتها فى بناء محكم تضافرت فيه عناصر الرواية الزمان والمكان وقدرة الراوى على الإمساك بمسار الأشخاص داخل الرواية دون أن يفقد القارئ أيضًا.
ومن جانبه قال إبراهيم عبد المجيد حينما أكتب لا أقرر لغة الرواية، ولكن للشخصيات والزمان والمكان عامل كبير فى تحديد لغة الرواية، ولا يهمنى أثناء الكتابة سوى الإمساك بالقارئ، مشيرًا "وفى هذه الرواية حذفت بعض الشخصيات خشية أن أفقد القارئ".
وأضاف عبد المجيد "قابلت الكثير من أشخاص هذه الرواية، وبعضهم توفى، وكنت أبكى كثيرًا عندما أتذكر بعض الشخصيات التى أثرت فيَّ، فهناك نوع من البشر قدر له أن يكون كبش فداء للبشرية وتنتهى حياتهم باللاشىء".
وردًا على أحد التعليقات بأنه كتب روايته "فى كل أسبوع يوم جمعة" مجارةً للواقع، أكد عبد المجيد "لن أبقى معزولاً عن العالم، ودائمًا ما أنظر حولى لأرى موقعى هل تقدم أو تأخر"، مضيفًا "ومن حقى أن أفعل بالرواية ما أريد ولا يهمنى أن يرضى النقاد أو لا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة