الأوربيون يحلمون بليلة بيضاء فى رأس السنة

الجمعة، 10 ديسمبر 2010 02:12 م
الأوربيون يحلمون بليلة بيضاء فى رأس السنة الثلوج تغطى خطوط مواصلات المترو
كتب محمد فهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما يحل فصل الشتاء فى أوروبا تتغير أشياء كثيرة فى الحياة اليومية، فالطيور تبدأ رحلتها الطويلة بحثا عن الدفء ويقوم الأوربيون باستبدال ملابسهم الصيفية بالملابس الشتوية رائعة الجمال شديدة الأناقة كثيرة التنوع بين غطاء للرأس وكوفية و"جوانتى" و"بالطو" أنيق وحذاء طويلة حتى تشعر أنك أمام تحفة فنية رائعة ومتناسقة، وتبدأ المدفآت المركزية فى تدفئة البيوت بالمدن مع بداية شهر نوفمبر، وتبدأ مدفآت البيوت بالمقاطعات والجبال فى الاستعداد لمقاومة البرد القارس.

كما تتغير أحلام الأوربيين مع الثلج والشتاء، حيث تختلف فى دوافعها وأفكارها، فهم يحلمون بشتاء أبيض تكسوه كور الثلج وبخاصة مع اقتراب بداية العام الجديد وقدوم احتفال رأس السنة فيحلمون أن يودعوا عامهم المنقضى، ويستقبلوا آمالهم فى العام الجديد بسقوط الثلج الذى يمثل عند كبار السن منهم عاماً جديداً سعيدا تتحقق فيه الأحلام والآمال، ويا لها من سعادة غامرة، إذا وافق ليلة رأس السنة نزول الثلج فسيكون احتفالهم غير مسبوق يتجمعون فى الساحات والميادين يحتفلون بالليلة التى طال انتظارها بالغناء والرقص وإيقاد الشموع وتزيين الأشجار بالأنوار، ووضع شجرة عيد الميلاد فى البيوت ومداخلها وإطلاق الألعاب النارية والمفرقعات حتى تشعر وكأنك فى معركة حربية صاروخ هنا وشمروخ هناك، والكل سعيد يلهو ويعبث بلا حدود للهوه أو عبثه، وكأنهم تجردوا جميعا مما بداخلهم من هموم أو مشكلات نسوها مع عامهم الجديد فى أحضان الثلج الأبيض الذى طبع لونه فوق الوجوه.

وتشاركهم الجاليات العربية احتفالهم بعيد الميلاد فلا تعرف فرقا بين أوروبى وعربى الكل يخرج ما لديه من مشاعر بغض النظر عن العرق والدين والخلاف الأيديولوجى والسياسى.

كما يسعد الشباب والأطفال فى أوروبا بقدوم الثلج الذى يستخدمونه فى ممارسة رياضة التزلج، وتقام المسابقات الشتوية للتزلج على امتداد جبال الألب الأوروبية والتى يستمتع بها المحترفون.

كل ذلك مع أن لسقوط الثلج مشكلات تؤثر على سير الحياة بشكل طبيعى فتقوم الجرافات بإزالته من الشوارع، لتعود حركة المرور إلى عادتها وتتوقف حركة الطيران حتى تعود الرؤية إلى طبيعتها، كما تحدث حالات وفاة كل عام وبخاصة فى شمال أوروبا، نتيجة لسقوط الثلوج بكثافة ويبدأ الثلج مع قدوم فصل الصيف فى الذوبان ليملأ ماؤه القنوات والترع المعدة، لذلك وتستخدم فى رى الأراضى الزراعية.

ومع موجة الارتفاع فى الحرارة التى تشهدها الأرض بدأت كتل الجليد فى القطبين فى الذوبان، مما يؤشر بزيادة منسوب المياه بالبحار والمحيطات الذى يتوقع أن يؤثر على اليابس فتختفى منه أجزاء ملاصقة للبحار.

وكأن أحلام الأوربيين بسقوط الثلج تتقابل تماما مع أحلامنا فى سقوط المطر فى صحراواتنا القاحلة، فكنا صغاراً نحلم بسقوط مطر الشتاء نستقبله فوق الرءوس نجرى فرحاً وطرباً لما تلقيه السماء فوق أجسادنا، وكانت الفرحة تتراقص داخل قلوبنا التى كانت بحجم وأحلام العصافير عندما يسقط الملح، كما كنا نسميه فى قريتى يملأ الشوارع المسودة بطين المطر فيحولها إلى صفحة ناصعة البياض نتسابق بالنقش عليها بأرجلنا الحافية طليقة السراح، مما يقيدها كطائر يخرج من عشه ليلقى وليفه.

نفس تلك المشاعر الطفولية عشتها مع أول مرة رأيت فيها منظر ميلاد الثلج يخرج من أحشاء السحاب يتطاير فى الهواء تأخذه الريح، حيث تشاء ليحجب خلفه لون السماء فلا ترى فى رحب الفضاء إلا ضياءه فيسقط على الأرض ليكسوها باللون الأبيض ليختفى السواد من بين جنباتها وتتلقاه الأشجار تتراقص أوراقها لتعلن عن ارتدائها ثوبها الملائكى الجميل.


أحد الأشخاص يقوم بإزالة الثلوج من أمام بيته


إحدى الحدائق يكسوها الثلج تماما


كل شىء حولك أبيض





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة