لو حاولنا رصد أهم الفنانات اللاتى قدمنا الإغراء وأدوار بنت البلد والفتاة الشعبية التى يقع فى حبها الجميع ستأتى الفنانة الراحلة برلنتى عبد الحميد فى المقدمة، وبالرغم أن الراحلة كانت تميل للنقد والكتابة أكثر من التمثيل، خاصة أنها بعد حصولها على دبلوم التطريز تقدمت إلى معهد الفنون المسرحية والتحقت بقسم النقد، لكن سرعان ما أقنعها الفنان زكى طليمات بأن تلتحق بقسم التمثيل فى المعهد، فقد وجد فيها موهبة خاصة، وبالفعل تخرجت من المعهد العالى للتمثيل وبدأت بعدها رحلة التألق والعمل فى المسرح وكان أول أدوارها فى مسرحية "الصعلوك" وشاهدها المخرج "بيير زريانللى" واختارها للعمل فى أول ظهور سينمائى لها من خلال فيلم شم النسيم عام 1952 ثم توالت أعمالها وتألقها فى السينما المصرية.
وبالرغم أن هند رستم كانت ملكة الإغراء فى السينما، إلا أن الراحلة برلنتى عبد الحميد كانت منافساً قوياً وشرساً لهند فى السينما، خاصة أن برلنتى كانت تتميز بطابع بنت البلد وكانت ملامحها أقرب لملامح البنات فى المناطق الشعبية.
لكن انطلاقتها السينمائية كانت من خلال المخرج صلاح أبو سيف الذى أسند لها دوراً رئيسياً فى فيلم "ريا وسكينة"، ولولا زواجها من المشير عبد الحكيم عامر لكانت أسهمها فى السينما ارتفعت خاصة أنها تركت الأضواء والفن عندما بلغ أجرها عن الفيلم الواحد وقتها (1500 جنيه) أى ما يعادل أعلى أجر تتقاضاه فنانات اليوم لتعيش بعد ذلك كزوجة وأم، ولتصبح شاهدة وأحيانا شريكة فى أدق وأحرج لحظات هذا العصر مع المشير عامر.
الفنانة برلنتى عبد الحميد لقبت مثلها مثل هند رستم بملكة الإغراء والتمثيل وقدمت أفلام سلطان 1958، وسر طاقية الإخفاء 1959، وفضيحة فى الزمالك، وأحلام البنات، وغرام فى السيرك، ونداء العشاق، وزيزيت، وصراع فى الجبل، وشيطان الأطلال، وأخيراً العش الهادئ بالمشاركة مع محمود ياسين وسمير غانم.
وبعد زواجها من المشير عامر عرفياً لدواعى أمنية، والتى تتطلب عدم معرفة مكان المشير وتحركاته وكذلك لرغبة عبد الناصر، الذى لم يحضر العرس، ولكنه كان دائم الزيارة لهما يشاركهما فى المناسبات العائلية وقام جهاز مخابرات صلاح نصر بجمع تحريات عن برلنتى خوفاً من أن تكون جاسوسة مدسوسة، تستغل علاقتها بالمشير لتسريب أسرار البلاد وأثبتت التحريات براءتها، وكانت هذه أول سابقة لزواج السياسة بالفن فى العالم العربى.
برلنتى رحمها الله كانت عاشقة للكتابة وكانت تمتلك موهبة تضاف لموهبتها كممثلة وفنانة استعراضية، وهى موهبة النقد والكتابة وقد كتبت كتابا حول هذا الزواج بعنوان (المشير وأنا) صدر عام 1993، كما أصدرت العام كتابا آخر بعنوان (الطريق إلى قدرى.. إلى عامر) وكانت تعتبره أفضل توثيقا من كتابها الأول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة