دعا الدكتور صفوت زهران رئيس جامعة بنها، وسائل الإعلام المختلفة، أن تلعب دورًا كبيرًا فى الاهتمام بالتركيز على أهمية الحرف التقليدية المصرية وما تتعرض له من محاولات اندثار.
جاء ذلك خلال الجلسة الأولى ضمن فعاليات اليوم الأخير لمؤتمر "مستقبل الثقافة فى مصر.. رؤى جيل الوسط"، مساء أمس بمكتبة الإسكندرية، والتى عقدت تحت عنوان "التراث الوطنى.. نحو إدارة جديدة"، وتحدث فيها كل من الدكتور صفوت زهران، رئيس جامعة بنها، والدكتور خالد عزب، مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد صبرى الدالى، أستاذ التاريخ بكلية آداب حلوان، ومشيرة موسى، الصحفية بمؤسسة الأهرام، وأحمد منصور، الباحث بمركز دراسات الخطوط والكتابات بمكتبة الإسكندرية.
وأوضح د.صفوت زهران أن جزءًا هامًا من الاهتمام بالحرف التقليدية يعتمد على تغيير مفاهيم الشباب عن أهمية التعليم الفنى، مضيفًا أن الإعلام يجب عليه أن يلعب دورًا فى هذا المجال، حيث إن مصر ليست بحاجة إلى الأعداد الكبيرة التى تنضم للتعليم النمطى.
وأشار زهران إلى أن وزارة التعليم العالى لديها خطة لإنشاء مجمعات تكنولوجية تحوى تعليمًا فنيًا قبل وبعد الجامعى، حيث تم إنشاء اثنين بالفعل، منوّهًا إلى أنه يمكن تخصيص عدد من تلك المجمعات فى اتجاه الحرف التقليدية التراثية.
وقالت مشيرة موسى إن تنازل المصريين عن الحرف التقليدية مقابل الصينية يعد تنازلاً من شخصيتنا المصرية، مشيرة إلى أن تلك الحرف تواجه مشاكل عديدة، بالإضافة إلى أن عددًا منها اندثر أو فى طريقها إلى ذلك، مثل: الخيامية، والرخام، والنحاس، وتجليد الكتب، والتطعيم بالصدف، والتُلّى.
وطالبت موسى مركز المعلومات بمكتبة الإسكندرية بتنمية الحرف التقليدية، بوضع استراتيجية لتطويرها، وتدشين برامج تستوعب الشباب وتدربهم على الحرف التقليدية، وتسهم فى إيجاد فرص عمل لهم، وتسويق منتجاتهم كما يحدث فى تونس والهند وغيرهما، إضافة إلى ربط التعليم الفنى بالحرف التقليدية.
من جانبه، أكد الدكتور خالد عزب أن المشكلة الرئيسية للحرف التقليدية فى مصر هى عدم وجود من يرعاها، كما هو الحال فى تونس مثلاً، إضافة إلى وجود معوقات بيروقراطية تسهم فى ركود تلك الحرف، مشددا على ضرورة إنشاء مركز قومى لرعاية الحرف التقليدية.
وأضاف أن مصر تستورد منتجات تراثية من الصين وماليزيا وأندونيسيا بـ850 مليون دولار سنويا، بالرغم من أن إنتاجها فى مصر له عائد اقتصادى كبير، ويوفر فرص عمل هائلة، موضحا أن هناك مشكلة حقيقية فى التعليم فى مصر فى مجال علم الآثار، إذ يعانى خريجو كليات الآثار من انفصالهم عن التطورات العلمية والتكنولوجية فى هذا المجال مثل علم الآثار الجينى والبيئى والبيولوجى، وافتقادهم للمعامل والمناهج الدراسية الملائمة.