لم يكن الإخفاق الذى حدث للحكمين المساعدين المصريين ناصر صادق وأحمد أبو العلا، واعتذار حكم الساحة سمير محمود عثمان، فى معسكر النخبة الأفريقية الأخير الذى أقيم بالقاهرة نهاية نوفمبر المنصرم، هو الأول فى تاريخ التحكيم المصرى، خاصة أن الحكام الذين يتم اختيارهم لتمثيل مصر فى البطولات المختلفة على أن يكونوا خير سفراء للقارة الأفريقية، بكل أسف البعض منهم يضع التحكيم المصرى فى نفق مظلم سواء بسبب ضعف اللياقة البدنية أو ضعف المستوى الفنى، وهو ما يضفى على التحكيم المصرى سحابة سوداء تعيقه عن المشاركة فى المحافل الدولية، رغم أنه من الطبيعى أن يكون حكام مصر فى المقدمة و أصحاب السبق فى مختلف البطولات.
ففى عام 1997 تم اختيار الحكم الدولى وعضو لجنة الحكام السابق عبد الستار على ممثلا للتحكيم المصرى فى البطولة العربية بلبنان، ولكنه رسب فى اختبار اللياقة البدنية " كوبر" الذى أجرى له قبل انطلاق البطولة، وعاد إلى مصر وهو يجر خيبة أمل للتحكيم المصرى، وتكرر بعد ذلك إخفاق على فى اختبارات كوبر محليا لدرجة أنه أنهى مشواره التحكيمى فى الموسم ذاته.
كذلك الحكم الدولى والمحلل التحكيمى المعروف رضا البلتاجى، كان يجتاز اختبار " كوبر" بصعوبة جدا وكان يجرى له الاختبار أكثر من مرة حتى يجتازه فى بداية الموسم ويصبح لائقا بدنيا، حتى أنه فى الموسم الأخير له لم يكمل الموسم بسبب اللياقة البدنية واعتزل التحكيم قبل السن القانونية بعام كامل بسبب الانتقادات التى وجهت له بسبب لياقته البدنية .
أيضا الحكم الدولى سمير محمود عثمان وهو فى قمة تألقه فى الدورى المصرى تم اختياره لبطولة الشباب فى توجو 2007، ولكنه رسب أيضا فى اختبار " كوبر " وعاد ليسطر صفحة سوداء جديدة فى تاريخ التحكيم المصرى.
كما خرج سمير محمود عثمان أيضا وزميله فهيم عمر من القائمة الدولية فى الموسم ذاته "2007 " بسبب رسوبهما فى اختبار " كوبر " مرتين متتاليتين.
أضف إلى كل هؤلاء أيضا المساعد الدولى ناصر صادق الذى يسعى بخطى ثابتة ليكون من أفضل المساعدين فى أفريقيا، يفاجئ الجميع برسوبه فى اختبار "كوبر" قبل انطلاق مونديال 2010 بجنوب أفريقيا ويتم استبعاده من المونديال الأخير ويضيع على مصر الظهور فى هذا المحفل الكبير، بعد إخفاق المنتخب الوطنى فى انتزاع بطاقة التأهل للمونديال.
ثم جاء حمدى شعبان فى أول بطولة تسند له والكل يتنبأ له بمستقبل طيب وتم اختياره لبطولة أفريقيا للهواة بكوت ديفوار 2009 و لكن للأسف رسب أيضا فى " كوبر"، وعاد إلى مصر ولم يشارك فى البطولة وبدأ إعداد نفسه للموسم الجديد.
فى المقابل، هناك بعض النماذج الناجحة فى التحكيم المصرى استطاعت تمثيل مصر بشكل مشرف فى البطولات التى شاركوا فيها، فنجد مثلا حسن عبد المجيد المساعد الدولى الوحيد الذى شارك فى مونديال 1994 فى أمريكا، وكان خير ممثل للتحكيم المصرى، ولحق به الدولى المصرى جمال الغندور الذى كان له شرف الاشتراك فى مونديال 1998 بفرنسا و2002 بكوريا واليابان، وكان خير سفير للتحكيم المصرى والأفريقى واستطاع أن يعيد للتحكيم المصرى جزءا كبيرا من هيبته المفقودة.
أيضا المساعد الدولى الكفء وجيه أحمد الذى شارك فى مونديال 2002 ولحق بهم فى الأخير الدولى المصرى عصام عبد الفتاح فى مونديال ألمانيا 2006 قبل أن تبعده لعنة الإصابة عن مونديال 2010 الأخير بجنوب أفريقيا.
فى هذا الصدد ، يقول محمد حسام الدين رئيس لجنة الحكام الرئيسية إن الحكم هو المسئول الأول عن تأهيل وتجهيز نفسه بدنيا، وضرب مثلا بالحكم ياسر عبد الرءوف الذى تعاقد مع مدرب لياقة بدنية لتأهيله بدنيا، خاصة وأنه يسعى للمشاركة فى البطولات الكبرى وتشريف بلاده فى المناسبات التى يظهر بها.
وأوضح حسام أنه يمتلك 1500 حكم مختلفين فى السن ما بين 21 وحتى 45 عاما، وبلا شك هناك اختلاف بين هؤلاء الحكام فى الدوافع والحوافز والطموحات، وإذا كان الحكم لديه الرغبة فى تقديم إضافة للتحكيم المصرى فعليه أن يهتم بتجهيز نفسه بدنيا، أما دور لجنة الحكام فهو دور تثقيفى وتعليمى وفنى من خلال منح الحكام مباريات بشكل دورى منتظم.
اختبار" كوبر".. مرض مزمن وتاريخ أسود للتحكيم المصرى
الأربعاء، 01 ديسمبر 2010 03:56 م
الحكم عبد الستار على
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة