بعد انتهاء الفصل الأول من المسرحية الهزلية، المسماة انتخابات مجلس الشعب 2010، أشعر براحة غريبة إنى قررت ما أنزلش حتى لو كتير قالوا عنى سلبى أو مهمل أو حتى مسئول عن ضياع عن مستقبل "مصر"!!
بقول انتهاء الفصل الأول بعد ما سمعت تقديرات كتير بتتكلم عن إن مش أقل من نصف المقاعد حيحصل فيها انتخابات إعادة، واللى هى فى الغالب حتبقى بنفس الفوضى والانتهاكات والهزلية. وأبسط دليل على كدة تصريحات الدكتور مصطفى علوى اللى قال فيها إن انتخابات 2010 أقل عنفاً من انتخابات 2005 بدليل حدوث عدد أقل من حالات القتل!! يعنى النظام بيعتبر إن اللى حصل ده تحسن!! يعنى مقتل 13 شخصًا ونحو 150 شخصًا بين اعتقال أو اختطاف أو إصابات، وبرضه الدكتور على الدين هلال بيعتبرها نموذجا للانتخابات النزيهة والحيادية!! وبرضه نعيد ونزيد "بلدنا بتتقدم بينا"!! ومع تأكيد أنها هزلية، فأنا بأعتقد أن المشاركة فى شىء هزلى – حتى لو مشاركة ضخمة – عمرها ما حتحوله لشىء جاد، إنما فقط حيصبح أكثر هزلية أو بالأحرى حيستفحل فى هزليته.
وكمان كثير من العقلاء اللى أنا باحترمهم وباحترم آراءهم كان ليهم رأى واضح عن عدم جدوى المشاركة فى هذه الانتخابات، فالأستاذ. فهمى هويدى علق عنها بقوله: الانتخابات كلها بصورتها الراهنة لا لزوم لها فى مصر، وأن ما يهدر لأجلها من وقت ومال لو أنفق فى شىء مفيد للبلد لكان أفضل بكثير، وكذلك الدكتور أسامة الغزالى حرب علق بقوله: إن إذا كان صوت المواطن المصرى أمانة، فقد قرر أن يحتفظ بالأمانة لأجل آخر وحتى يحين الوقت الذى يكون لصوته قيمته واحترامه.
ولكن يبقى السؤال الذى يلح على ذهنى: وماذا بعد؟ ماذا بعد أن تيقنا أن التغيير لن يأتى عن طريق الانتخابات، وطبعاً أنا أقصد الانتخابات الرئاسية، وبصراحة من الطبيعى أن ندرك التغيير عن طريق الانتخابات أمر صعب إن لم يكن مستحيلاً، فكيف لنا أن نتخيل أن نحقق التغيير المنشود والذى يقضى على مصالح النظام الحالى من خلال آليات وقنوات ينظمها النظام الحالى نفسه!!
وبصراحة معنديش إجابة وافية للسؤال ... حد عنده إجابة؟
