ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن النساء فى أفغانستان على ما يبدو لم يجدن مفرًا آخر بعيدًا عن حياة الفقر المدقع وسوء المعاملة والإجبار على الزواج واليأس سوى أن يضعن نهاية بأيديهن لحياتهن والانتحار، ولكنهن اخترن طريقة قاسية لفعل ذلك، إذ أقدمن على استخدام أرخص الوسائل لحرق أنفسهن، والمتمثلة فى الزيت والكبريت.
وقالت الصحيفة إن ضحايا الحروق التى استقبلها مستشفى "حيرات" وهو المركز الطبى الوحيد الموجود فى القرية، وصل عددها فى مستهل شهر أكتوبر إلى 75 امرأة، معظمها سيدات أحرقن أنفسهن، أى بارتفاع 30% عن العام الماضى.
ورأت "نيويورك تايمز" أن ما يدفع هؤلاء النسوة إلى الانتحار هو تفاقم المشكلات الزوجية والمنزلية، وهى إحدى المشكلات الكبيرة التى لا ينتبه إليها أحد، فالأفغانيات تعانين من حالات اكتئاب حاد، نظرًا لأن خياراتهن فى الحياة محدودة للغاية. المرأة فى أفغانستان لا تحظى بقسط وافر من التعليم، ولا تملك الحق فى اختيار شريك حياتها، بل لا تملك حق اختيار الدور الذى تلعبه فى منزلها، فواجبها الرئيسى هو خدمة عائلة زوجها، وخارج هذا العالم، تجد المرأة نفسها منبوذة.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن رايتشل ريد، وهى باحثة تابعة لمنظمة حقوق الإنسان، تتبع حالات العنف ضد المرأة قولها، "إذا فرت المرأة من منزلها، ربما تتعرض للاغتصاب أو السجن، وبعد ذلك ترسل إلى منزلها لتواجه مصيرها المحتوم".
ولفتت الصحيفة إلى أن النسوة اللائى يجترئن على الفرار من المنزل يتعرضن للقتل نظرًا لأن ما اقترفته أيديهن "جريمة شرف". ولا تزال تتعرض الفتيات إلى الرجم حتى الموت، وهؤلاء اللائى يحرقن أنفسهن وتنجين تعيشن كخادمات لأزواجهن، فى حين يعثر الزوج على زوجة أخرى.
ويقول شفيق عنين، وهو جراح تجميل فى مستشفى "حيرات"، إن "العنف فى حياة المرأة الأفغانية يأتى من كل جانب، من والدها وشقيقها وزوجها، وحتى من والد زوجها، ووالدة زوجها وشقيقته".
نيويورك تايمز: الأفغانيات يفضلن الانتحار عن حياة القمع
الثلاثاء، 09 نوفمبر 2010 12:47 م
أفغانيات يحرقن أنفسهن هربًا من قسوة الحياة<br>
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة