وصف الدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الإعلان بالمملكة السعودية عن اكتشاف أول نقش هيروغليفى فى الجزيرة العربية على صخرة ثابتة بالقرب من واحة "تيماء" يحمل توقيعا ملكيا "خرطوش مزدوج" للملك رمسيس الثالث، أحد ملوك مصر الفرعونية الذى حكم مصر بين "1192 و1160 قبل الميلاد"، بأنه حدث هام يؤكد كافة النظريات والحقائق التاريخية عن التاريخ المصرى الفرعونى القديم.
وقال حواس، فى تصريحات صحفية، إنه ليس مفاجأة للعلماء المصريين اكتشاف مثل هذه الآثار فى تلك المناطق، حيث إنه من الطبيعى اكتشاف مثل هذه النقوش والآثار فى الجزيرة العربية، خاصة أن المصريين القدماء من الأسرة الحديثة التى ينتمى لها رمسيس الثالث، عرف عنهم القوة والاهتمام بالجيوش العسكرية والحملات التجارية إلى بلاد العالم، مشيرا إلى أنه عقب انتصار أحمس ودحر وهزيمة الهكسوس، قام هو ومن بعده ملوك الأسرة بتوسعة الأمبراطورية المصرية والتى شملت المناطق من جنوب السودان وحتى شمال العراق مرورا بالجزيرة العربية والشام.
وأضاف حواس أن الفراعنة بعد توسعة إمبراطوريتهم بهذا الشكل قاموا بحملات ورحلات تجارية فى هذه الجهات، وهناك العديد من النقوش والآثار التى تشير للطرق التجارية التى سارت بها القوافل والحملات المصرية القديمة الفرعونية مرورا بالجزيرة العربية والشام والعراق حتى الهند ومناطق فى آسيا.
وأشار حواس إلى أن هذا النقش ليس الأول من نوعه الذى يتم الكشف عنه فى المنطقة العربية، فهناك نقوش وآثار تم الكشف عنها خلال السنوات الماضية فى فلسطين والأردن وسوريا وشمال العراق، وليبيا والسودان، مضيفا أن المستقبل سيوضح العديد من الحقائق التاريخية ويكشف الكثير من الأسرار عن هذه الفترة التاريخية العظيمة من التاريخ المصرى القديم، خاصة بالمناطق التى شملتها الأمبراطورية المصرية القديمة إبان الدولة الفرعونية الحديثة.
وتشير الحقائق التاريخية إلى أن أهم ملوك الدولة الحديثة فى التاريخ المصرى القديم هو أحمس الأول قاهر الهكسوس الذى عمل على طردهم من أطراف مصر الشرقية، وأدركت مصر وقتها أهمية القوة العسكرية لحماية البلاد، فتم إنشاء جيش قوى لتكوين إمبراطورية عظيمة امتدت من نهر الفرات شرقا إلى الشلال الرابع على نهر النيل جنوبا، لتصبح مصر بذلك أول قوة عظمى فى تاريخ البشرية، وصارت بذلك إمبراطورية عظيمة مترامية الأطراف وأقدم إمبراطورية فى التاريخ.
ثم توالى ملوك الدولة الحديثة فجاء أمنحوتب الأول العادل الذى أصدر قانونا بمنع السخرة وبوضع المعايير العادلة للأجور والحوافز، ثم تحتمس الأول المحارب الذى وسع الحدود المصرية شمالا وجنوبا ونشر التعليم وتوسع فى فتح المناجم وصناعة التعدين، فتحتمس الثاني، ثم تحتمس الثالث الإمبراطور صاحب العبقرية العسكرية الفذة، ثم تحتمس الرابع الدبلوماسى الذى كان أول من اهتم بتدوين وتسجيل المعاهدات الدولية.
وجاء بعد ذلك الملك امنحوتب الثالث أغنى ملك فى العالم القديم والذى فتح المدارس "بيوت الحياة" لنشر التعليم والفنون التشكيلية والتطبيقية، ثم الملك إخناتون أول من نادى بالتوحيد، حيث دعا إلى عبادة إله واحد ورمز له بقرص الشمس وأنشأ عاصمة جديدة للبلاد سماها "اخيتاتون"، ثم ابنه توت عنخ آمون الذى حاز شهرة فى العالم.
ومن أشهر ملوك الدولة الحديثة الملكة الشهيرة حتشبسوت التى حكمت مصر قرابة عشرين عام، وبلغت مصر فى عهدها أعلى قمة فى الحضارة والعمارة والتجارة الدولية حيث أرسلت البعثة البحرية التجارية والعلمية إلى بلاد "بونت"، ثم رمسيس الثانى الذى هزم الحيثيين وعقد مع ملكهم أول معاهدة سلام فى التاريخ، ثم رمسيس الثالث الذى صد هجمات الغزاة من البحر المتوسط ووجد النقش الخاص به فى المملكة السعودية.
يذكر أن الهيئة العامة للسياحة والآثار بالسعودية كانت قد أعلنت عن اكتشاف نقش هيروغليفى يحمل توقيعا ملكيا للملك رمسيس الثالث بالقرب من واحة تيماء التاريخية الشهيرة التى تعد من أكبر المواقع الأثرية فى المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية، وأشارت إلى وجود طريق تجارى مباشر قديما ربط وادى النيل بتيماء وكان يستخدم فى عهد الفرعون رمسيس الثالث فى القرن الثانى عشر قبل الميلاد وتسير عليه القوافل المصرية للتزود من تيماء بالبضائع التى اشتهرت بها أرض مدين مثل البخور والنحاس والذهب والفضة.
موضوعات متعلقة ..
اكتشاف نقش أثرى للملك الفرعونى رمسيس الثالث
حواس: اكتشاف النقش الفرعونى بالسعودية يؤكد تاريخ الفراعنة
الإثنين، 08 نوفمبر 2010 01:56 ص
الدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة