رغم ما يفعله نظامنا فى هذه الفترة إزاء بعض الإعلاميين والصحفيين ذوى النبرات العالية والأقلام الحادة، من تضييق الخناق عليهم وتكميم أفواههم وبتر أقلامهم، إلا أننى أرى أن ذلك فى صالح الشعب، وبداية حقيقية للنجاة، والتحرك بجدية للمطالبة بحقوقنا الضائعة، بعيداً عن فكرة التنفيس السلبى المتمثلة فى قراءة مقال جرىء، أو متابعة برنامج أشد جرأة وحدة.
تكلمنا كثيراً على شاشات الفضائيات، وقرأنا من خلال الصحف الورقية والإلكترونية مقالات لا حصر لها، وعلقنا كثيراً وما زلنا نعلق على الأحداث والأزمات التى تصنعها الحكومة لإلهائنا، ومع ذلك لم يتحرك ساكن بل تزداد الحكومة استعذاباً وتلذذاً بإيلامنا، كما تتفاقم الأحداث، ويزداد معظمها تعقيداً، ولا حياة لمن ينادى.. الأمر الذى يجب أن يدفعنا إلى ضرورة التحرك الإيجابى السريع للعمل على تغيير واقعنا الأليم، وذلك لا يتأتى إلا إذا قام كل منا فى محيطه بمقاومة الفساد والظلم والاضطهاد، كما يتأتى إذا تخلى كل منا عن سلبيته تجاه كل ما يحدث، لابد من توحد وتضامن كل قوى المجتمع لإنقاذ البلد من أيدى الغاصبين والفاسدين الذين ألِفوا الفساد ويمارسونه فى كل قطاعات الدولة مطمئنين بأنهم لم يخضعوا يوماً ما للمحاسبة أو للعقاب لأن هناك مَن يؤمّنهم ويحميهم.
بقاء الأوضاع فى مصر على ما هى عليه ينبئ بمستقبل أكثر ظلمة وسوءاً، كما أن سياسة "من حقكم أن تتكلموا ومن حقى ألا أستمع إليكم" التى تتبعها الحكومة سياسة مجردة من أى مشاعر إنسانية تجاه هذا الشعب البائس.
أسأل الله أن يأتى على مصر يوم تتوحد فيه أهداف جميع طوائف وفئات الشعب المصرى، ويخرجون فى مظاهرات حاشدة تزلزل عرش النظام والحكومة، للمطالبة بانخفاض الأسعار، وارتفاع الأجور، ومقاومة الواسطة والرشوة، وغيرها من الأمور التى لا يختلف اثنان على ضراوتها وخطورتها.. قولوا آمين.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة