وتستمر الحياة بين حلوها ومرها وبين الحزن والسعادة، وبعد مضى فترة من الزمن وجدوا أنفسهم يتساءلون، ماذا حققوا طوال فترة زواج استمرت عشرين عاما؟، وفجأة أخذ الزوج ورقتين وقلمين وطلب من زوجته أن تكتب فى أحد الورقتين جميع صفاته الجيدة وفى الورقة الأخرى جميع صفاته السيئة، وقال لها سوف أفعل مثلك، وبعد مرور عشر دقائق انتهى الاثنان من كتابة الصفات الجيدة التى توجد لدى الآخر، وبدءا يكتبان الصفات السيئة التى يراها كل منهما فى الآخر حتى مطلع الفجر.
هنا يظهر أن الصفات الجيدة والحسنة والتى كتبت فى أقل من عشر دقائق أبقت على الزواج عشرين سنة ومازال مستمرا، ونلاحظ أن الحياة تستمر بحلوها ومرها، ولكن من الممكن أن تتوقف عندما تصبح مرا فى مر، ولكن عندما يظهر ضوء ولو خافت ممكن يصبر صاحبه على الحياة الصعبة، وأحيانا شىء من الحنان ولو بسيط يجعل الحجر يلين ويحوله إلى رسم جميل قد رسمه الحب والحنان.
يوجد أزواج فيهم كل العبر والمساوئ ويضربون ويشتمون ويهينون بعضهم البعض، والغريب أن الحياة مستمرة بينهم، فإذا سألتهم لماذا ترضون بهذا؟ تجد الزوجة تقول ( جوزى فيه كل العبر بس كريم ومش بخيل وبيصرف عليه ومش حارم عياله من حاجة) نلاحظ هنا أن صفة بسيطة مثل الكرم وعدم البخل أبقت على الزيجة.
وأخرى تقول إن زوجها طيب وحنون ولكن يحب النساء جدا و(عينه زيغه) وإذا سألتها لماذا تبقين معه حتى الآن؟ أجابت لأنه طيب وصعب أنى أجد واحدا طيبا فى الزمن ده وأخرى تربطهم مع أزواجهم ظروف أخرى مثل ( الأولاد – عدم وجود مكان آخر – قرابة – حب) وغير ذلك من الأمور المشابهة.
ويوجد أزواج يقولون ( إن زوجاتهم لسانهم طويل وصوتهم يجيب آخر الشارع، فإذا سألتهم ولماذا تبقى معها بعد هذه المدة الطويلة من الزواج؟ يقول أحدهم ( أجوزتها عن حب) و( صوتها العالى تعودت عليه وأصبح مثل الموسيقى) ويقول آخر (غنية ومعاها فلوس وده اللى صبرنى عليها).
ويوجدا أزواج يقولون إن ما أبقى زواجهم فترة طويلة، بالرغم من المساوئ الكثيرة التى شاهدها فى الطرف الآخر، هو ما لاحظه زوج تجاه زوجته، فأحدهم يقول ( زوجتى أنا مستحملها علشان ذكية وبتعرف تدبر أمورها المادية – وآخر يقول زوجتى ذات مركز مرموق وده بسهل عليه حاجات كثير فى شغلى – وآخر يقول ( أنا مستنيها تورث أبوها اللى مش راضى يموت وده اللى مصبرنى عليها السنين دى كلها ) و( الأولاد فقط ). وكل له غرضه وأحيانا أخرى تكون الحياة صعبه لكن مقبولة من نواح أخرى.
وتختلف ظروف كل شخص تجاه شريك حياته من حيث العوامل الأساسية التى أبقت على الزواج لفترات طويلة من العمر ولا أعلم إذا كان الزواج هو فى حد ذاته مبنى على الحب أم على المنفعة فالزواج المبنى على الحب تهون أمامه كل الصعاب ويغض الزوج الطرف عن المساوئ الكثيرة التى يكتشفها فى زوجته بعد الزواج والعكس صحيح، أما الزواج القائم على منفعة فلا يتحمل الشخص فيه الطرف الآخر كثيرا وسوف يأتى يوم يقول فيه (أتجوزتها غصب عنى) وهذا الزواج إن دام كثيرا فسوف يدوم دون حب حقيقى ودون سعادة ولن يشعر الطرف المنتفع بالحب الحقيقى أبدا والحب الحقيقى هو التضحية من أجل سعادة الطرف الآخر، والتضحية هى قمة الوفاء.
أبحث عن صفة جيدة داخل من تحب وإن وجدتها تمسك بها واجعلها فى قلبك كبيرة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة