التدرج فى ممارسة المجهود البدنى مع البدء فى ممارسة الرياضة بصورة تدريجيه أمر هام، وجزء من استئناف الحياة الطبيعية بعد أزمات القلب شرط أن يتم هذا تحت إشراف طبى، فمعظم الناس يمكنهم العودة إلى العمل وممارسة أنشطتهم التى طالما تمتعوا بها فى غضون بضعة أشهر من نوبة قلبية، البعض الآخر قد ينصح بالحد من نشاطهم إذا كانت عضلة القلب ضعيفة جدا.
فى الأيام القليلة الأولى بعد الأزمة القلبية، قد يحتاج المريض إلى الراحة، فعضلة القلب، مثلها مثل أى عضله فى الجسم، تبدأ فى الشفاء، ولذا يتعين على المريض البدء ببطء فى الحركة المحدودة وبعد أيام قليلة يمكنه تحت إشراف الطبيب القيام ببعض تمارين التمدد.. وتدريجيا ينتقل إلى مستوى أعلى من النشاط.
كما ذكرنا من قبل، فإن الطبيب وحده هو الذى يمكنه أن يحدد مدى تضرر عضلة القلب ووحده ينصحك بالراحة وتدرج النشاط البدنى والعودة لممارسة العمل ويقيم ذلك بناء على طبيعة العمل ومستوى النشاط والمجهود المتوقع بذله بالنسبة لحالة الشرايين التاجية والقلب، وهى كلها أمور تختلف من شخص لآخر، فممارسة الأعمال المكتبية مثلا تختلف عن ممارسة المهن التى تتطلب مجهودا عضليا مع ملاحظة أن تأثير الضغط العصبى والتوتر يماثل المجهود البدنى فى الأثر على القلب.
وقد يقوم الطبيب بإجراء اختبار رسم القلب بالمجهود ليقيم وظيفة القلب وقدرته على تحمل المجهود البدنى، كما يمكنه ذلك من وضع خطة علاج شخصية آمنة وفعالة. وللقيام بهذا ينصح بإدراج الحركة فى النشاط اليومى المعتاد، فقد وجد أن هذا الأسلوب أفضل من تخصيص وقت خاص للذهاب إلى صالات الرياضة (الجيمنازيوم).
فيمكن للمريض ممارسة رياضة المشى والبدء بمسافات قصيرة وزيادتها تدريجيا والاستغناء عن السيارة فى المشاوير القريبة واستخدام السلالم بدلا من المصعد (فى الهبوط دورين أو ثلاثة) وللسيدات يمكنهن البدء بالأعمال المنزلية وتدريجيا يقوم الطبيب حسب الخطة الشخصية الموضوعة للمريض بزيادة النشاط وقد تصل إلى 3 أو 4 مرات فى الأسبوع لمدة 10-30 دقيقة فى المرة الواحدة طالما أن هذا لا يسبب عبئا على عضلة القلب ولا يسبب أى أعراض مثل ضيق التنفس أو آلام الصدر أو ضربات قلب سريعة أو غير منتظمة أو غثيان أو قىء.
وهناك الكثير ممن أصيبوا بانسداد فى الشريان التاجى وجلطات قلبية استطاعوا من خلال الالتزام ببرامج إعادة التأهيل وحماية القلب أن يمارسوا رياضيات تتطلب مجهودا بدنيا فوق المتوسط مثل المشى السريع والجرى والسباحة وركوب العجل والتنس.
وهناك بعض النصائح التى يجب مراعتها عند البدء فى ممارسة الرياضة:
- اختيار أوقات معتدلة الحرارة (فحرارة الطقس ترهق المريض وتسبب فقدان كميات كبيرة من السوائل، وبالتالى الشعور بالإعياء كما أن برودة الجو تسبب انكماشا فى الشرايين التاجيه وقد تؤدى للشعور ببعض آلام الصدر).
-ارتداء الملابس والأحذية المريحة المناسبة والمشى على أسطح مستوية آمنة والابتعاد عن الأماكن المزدحمة.
-القيام بالإحماء لبضع دقائق قبل البدء فى أى نشاط وذلك بالمشى ببطء أولا ثم الإسراع تدريجيا .
-ينصح مرضى السكر بمتابعة مستواه والتأكد من عدم وجود أى قروح أو احمرار بالقدمين خاصة لو طالت مدة التئامها .
وأخيرا.. إن دعم الأسرة للمريض فى غاية الأهمية، حاول أن تتخذ مرافقا لتشجيعك من الأقارب أو الأصدقاء على المشى.
على المريض ألا يستهتر أو يقلل من جدوى ممارسة الرياضة فالنشاط البدنى المنظم يقوى عضلة القلب ويحسن الحالة المزاجية والحالة النفسية ويساعد على فقدان الوزن وانخفاض ضغط الدم وتحسين مستويات الكولسترول وكذا تحسين النوم.
إنه من المؤلم حقا أن نجد الكثير ممن أصيبوا بأزمات قلبية يرفضون ممارسة أى نشاط بدنى خوفا من تكرار الإصابة حتى بعد إجراء التوسيع والدعامات اللازمة، ورغم كفاءة عضلة القلب وتأكيد الطبيب عدم وجود اى موانع صحية.
فإذا كنت قد تعرضت لأزمة قلبية فأنت الآن فى طريقك للشفاء وعليك أن تتخلى عن مخاوفك فالتزامك بخطة العلاج وأسلوب حياة صحى تعنى أن احتمال تعرضك لأى أزمات مستقبلية تنخفض يوما بعد يوم. الأزمة القلبية انتهت حان الوقت لتستعيد حياتك وتمارس أعمالك بأمان "متخفش أنت مش لوحدك".