قرار اتحاد النقابات الفنية بحظر التعامل مع مهرجان أبو ظبى السينمائى "للاشتباه" فى تكريم منتجة إسرائيلية ومنحها جائزة "الجمهور"، يثير تساؤلا حول مشاركة الفنانين المصريين والأعمال الفنية فى مهرجانات دولية يعلن فيها عن مشاركة إسرائيل صراحة، الأمر الذى يطرح احتمالات مقاطعة مصر للمهرجانات العربية والدولية، وانكماشها فنيا لتفسح الطريق للسينما الإسرائيلية لغزو المهرجانات رغم أنوف العرب والمصريين، إلا أن الأمر المثير للدهشة أن الاتحاد لم يتأكد حتى الآن من مشاركة المنتجة فى المهرجان، حسبما قال ووكيل نقابة المهن التمثيلية الفنان فاروق الرشيدى، خلال حلقة الأمس من برنامج 90 دقيقة.
وأوضح الرشيدى أن المخرج أحمد عاطف اتصل به هاتفيا من الإمارات وأكد أن المهرجان لم يستضف أى إسرائيلى، مشيرا إلى أن الاتحاد اتخذ قراره بناء على الخبر الذى أورده الموقع الإلكترونى لجريدة "اليوم السابع"، فيما أكد الناقد الفنى طارق الشناوى أن المنتجة "ليسلى وودوين" التى "ادعى الموقع" أنها إسرائيلية هى فى الحقيقة بريطانية الجنسية وشاركت بفيلم بريطانى، نافيا ما ورد بخبر "اليوم السابع" حول صعود وودوين على المنصة فى الحفل الختامى وقولها "أفتخر بأنى إسرائيلية"، قائلا "وودوين لم تكن موجودة فى حفل الختام.. أشعر أن المسألة كلها اختلاق"، الأمر الذى ردت عليه الإعلامية حنان شومان الكاتبة بجريدة اليوم السابع بالإشارة إلى أنه وفقا للخبر فإن وودوين قالت ذلك فى ندوة بعد عرض فيلمها.
وأوضح الرشيدى أن قرار الحظر لن يتم رفعه إلا بعد قرار رسمى من إدارة المهرجان باستبعاد كل ما له علاقة بإسرائيل، لطالما أصرت على إراقة الدم الفلسطينى وعلى مشروع إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، فيما انتقد الشناوى إصدار قرارات عشوائية ومتسرعة دون دراسة أو التأكد من "مصداقية الخبر".
من جهة أخرى، أشارت شومان إلى أن "التطبيع" كلمة فضفاضة ومطاطية أصبحت تهمة سهلة الإلقاء، وتساءلت مخاطبة الاتحاد "ماذا تفعلون لمنافسة إسرائيل وإزاحتها من المهرجانات غير إصدار القرارات العنترية؟"، لافتة إلى أن قرارات مقاطعة المهرجانات العربية تحول إلى حرب عربية يرضى غرور إسرائيل ويأتى بنتائج عكسية.
وقالت شومان "بدلا من مقاطعة المهرجانات.. تغلبوا على إسرائيل بعمل فنى قوى ومتقن"، لافتة إلى أن إسرائيل تسمع إذاعتنا وتعرف أعمالنا الفنية كلمة كلمة، الأمر الذى يتيح لها معرفة الشخصية المصرية عن قرب ما يتيح لها كذلك التفوق على تلك الشخصية. وتساءلت شومان أيضا "ماذا سيحدث لو أحضرنا الأفلام الإسرائيلية وشاهدناها وتعلمنا منها كيف يحول العدو الفن إلى سياسة ببراعة تقنع المهرجانات الفنية العالمية بأنهم أصحاب حق؟".
وشدد الشناوى على ضرورة تصدى الدول العربية كلها لأى محاولة إسرائيلية لفرض فنها على المهرجانات العربية لتتسلل تدريجيا إلى مرحلة التطبيع، لافتا إلى أن هناك العديد من المخرجين الإسرائيليين قاموا بمحاولات فاشلة فى السابق لعرض أفلام "متعاطفه" مع القضية الفلسطينية ليدخل تدريجيا إلى السوق المصرية، ثم يبدأ بعدها ببث سمومه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة