عام 2005 عملت ضمن مشروع لتدريب الصحفيين على تغطية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى مصر وقتها.. كان عنوان المشروع وعموده الفقرى أن الصحافة هى "صوت المواطن".. وصدر عن المشروع نشرة صحفية من قطع التبلويد تحمل نفس الاسم.. المشروع الذى استمر لأكثر من 6 أشهر فى محافظات مصرية عديدة.. انتهى مطلع عام 2006 لكن فكرته ظلت فى عقلى أحاول تتبعها فيما تقدمه صحافتنا المطبوعة, أو برامجنا كثيرة العدد على كل الفضائيات المصرية.. لا أملك جوابا قاطعا لسؤال ملح، هل صحافتنا – الورقية والفضائية – هى صوت للمواطن؟.
وللحقيقة.. وقبل أن أنضم لكتيبة موقع اليوم السابع.. فتصبح شهادتى مجروحة.. كنت أجد, كمتابعة يومية, فيما يقدمه الموقع من مادة صحفية.. وإفساحه المجال واسعا أمام قرائه للتفاعل والمشاركة فى الرأى.. بابا جديدا تم فتحه على مصراعيه أمام المواطن.. خرج فيه كل الصحفيين من إطار الصورة.. فلا تجد لونا أو اتجاها أو ميلا يصبغ الخبر أو التقرير أو المادة المنشورة أيا كانت.. رغم تعدد أهواء وميول كثير من العاملين.. خلعوا أرديتهم السياسية والفكرية على أبواب صحيفتهم.. ليدخلوا إليها صحفيين فقط بلا أى مكسبات للطعم أو مشهيات.. فصاروا حقا "صوتا للمواطن"..
وعندما طلب منى الصديق– والزميل فى الأهرام– خالد صلاح, فى مثل هذا التوقيت من العام الماضى, أن أنضم إلى قافلة اليوم السابع الكبيرة, كاتبة لمقال أسبوعى على موقعها المتميز.. لم أكن أنتظر أو أتوقع هذا الطلب, لكنى فى الحقيقة كنت أتمناه.. لأنى أدرك جيدا قيمة أن تكون صحفيا.. يحتفى بعملك كل العاملين معك.. لأنهم يقدسون المهنة.. لا تحاسب على موهبتك ودأبك بالإبعاد أو التعتيم على عملك.. أو وضعك داخل متتالية المعلبات الشائعة فى كثير من الصحف– لا سيما القومية منها– فتجد معظم المسئولين عن إخراج عملك للقارئ, من قليلى المعرفة بالمهنة فى أفضل الأحوال, يبترون مهنتك شيئا فشيئا.. وعلى مراحل مدروسة بعناية.. فى كل مرحلة تتم "فلترة" منتجك الصحفى.. فيخرج فى النهاية– إن خرج– للقارئ مشوها لا قيمة له.. فيصيبك فيروس الإحباط مثل كثيرين.. ليتصدر مشهد الصحافة – فى معظمها – عديمو أو قليلو الموهبة فى أفضل الظروف!
وفى شهر يوليو الماضى, ضمنى اجتماع مع تلك الكتيبة الرائعة.. اكتظ مكتب رئيس التحرير بما يزيد عن 50 صحفيا وصحفية من المتميزين والممتازين.. يستحق كل منهم جائزة التميز فى تخصصه.. فى الاجتماع الذى طال لأكثر من ساعتين.. رأيت – لأول مرة – الأستاذ خالد صلاح قيادة حقيقية.. يملك رصيدا كبيرا من حب وتقدير أفراد تلك الكتيبة.. ورأيت مطبخا صحفيا مختلفا عما اعتادت عينى طوال سنوات, فى مؤسستى الأم.. كان اجتماعا لصحفيى الموقع والراديو التابع له.. وهم نفس الصحفيين بالمناسبة..
لم أفاجأ بجائزة "فوربس" وقد أسعدتنى.. ولم أندهش لتكريم ساقية الصاوى.. فهى تسير بنفس النهج والنظرية.. أن تكون "صوتا للمواطن".. وملتقى له ومقصدا.. تلك التى حققت فى سنوات طويلة, ما أنفقت مؤسسات ثقافية حكومية سنوات طوال.. وأموالا طائلة وعجزت عن تحقيقه.. أن تنسج خيوط ارتباط ناعم وثيق بينها وبين المواطن, بكل فئاته وميوله وطبقاته وأعماره.. لتحصد جائزة أهم من كل مسميات الجوائز.. جائزة المواطن.. فهنيئا لخالد صلاح ومحمد الصاوى بتلك الجائزة.*
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة