د. فتحى حسين

"البلطجية" يحتلون جامعة عين شمس

الأحد، 07 نوفمبر 2010 09:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحرس الجامعى ترك يد البلطجية ومحترفى الإجرام الذين يتم تأجيرهم بالساعة لزوم الانتخابات وتصفية الحسابات وبث التوتر والقلائل فى مختلف المواقع.. الخ لكى يرتع ويبطش ويشتم ويعنف ويضرب عددا من الأساتذة الجامعيين بداخل جامعة عين شمس وخارجها عندما قرروا توزيع منشورات والتحاور مع الطلاب حول عدم تنفيذ الجامعة للحكم القضائى بطرد الحرس الجامعى التابع لوزارة الداخلية منها حتى الآن! فأين احترام قدسية الجامعة ومحراب العلم واستقلاليته؟

ففى سيناريو محكم تم إعداده فى جامعة عين شمس بهدف ضرب حكم المحكمة الإدارية العليا بطرد الحرس الجامعى من الجامعات أطلقت يد البلطجية للاعتداء على أساتذة 9 مارس والطلاب والصحفيين بالسنج والمطاوى والجنازير والأحزمة لإثبات حاجة الجامعة الضرورية إلى تواجد الحرس داخل الجامعة للقضاء على أحداث الشغب المستمرة بالجامعات، وهذا كلام غير صحيح على الإطلاق، لأن وجود الحرس داخل الجامعة من أسباب تراجع مستوى الجامعات والبحث العلمى فى مصر للدرجة التى جعلت إسرائيل تتفوق علينا 47 – صفر فى الأبحاث العلمية الخمسمائة الممتازة على مستوى الشرق الأوسط عام 2010.

بدأت أحداث الواقعة الفضائحية بكل المقاييس عندما تواجد عدد من أساتذة حركة 9 مارس ومنهم الدكتور عبد الجليل مصطفى والدكتورة ليلى سويف والدكتورة إيمان عز الدولة والدكتور هانى الحسينى والدكتورة هدى أباظة والدكتورة رضوى عاشور، ومعهم حكم المحكمة الإدارية العليا بإخراج الحرس الجامعى لتوزيعه على الطلاب. وكما نشرت بعض المواقع والصحف المصرية حول هذه الواقعة المشينة، فقد تواجد حول هذه المجموعة الصغيرة أكثر من 20 فردًا من الأمن الإدارى ومن أمن الداخلية، وسط محاولات لاستيقافهم، إلا أن الدكتور عبد الجليل مصطفى رفض النقاش معهم وقال لهم هذا حكم محكمة نهائى.

وكانت المجموعة الأمنية التى تتحرك من أمام وخلف مجموعة أساتذة 9 مارس والطلاب المتضامنين معهم، تتضمن– وكم تردد- بعض العناصر التى تحصل على معلومات لإبلاغها لمجموعة البلطجية الذين تواجدوا فى قلب الجامعة.

وبمجرد حصول هؤلاء على أوامر بالاحتكاك بالأساتذة حتى اعتدى أحدهم على الدكتور عبد الجليل مصطفى، ومزق الأوراق التى كانت فى يده، تلاه جنزير ارتفع ليهوى على الأستاذ الجامعى وتلقاه أحد الطلاب على كتفه إنقاذا له، ووقتها تم الاعتداء على محرر موقع اليوم السابع محمد البديوى، وعلى صحفية تدعى سارة رمضان بسبب تصويرهما الواقعة.

ويقول موقع "اليوم السابع" حول هذه الواقعة، "وبدأت الشتائم والاعتداءات على الطلاب المتضامنين مع أساتذة 9 مارس، قبل أن تخرج السنج والمطاوى للاعتداء على الطلاب، وحاول الطلاب المتضامنون مع الأساتذة تنظيم وقفة احتجاجية اعتراضًا على ما حدث وللمطالبة بطرد الحرس، إلا أن سلاح البلطجة كان أقوى وأشد، حيث فرق "البلطجية" تجمع الطلاب واعتدوا على العشرات ونالت الاعتداءات الأساتذة والصحفيين والطلاب على حد سواء، وسط مباركة أمنية لكل ما حدث".

ومن وجهة نظرى، هذه الواقعة تشبه إلى حد كبير واقعة مماثلة وقعت فى الجامعة نفسها عندما سمح الأمن ورئيسها الذى أصبح وزيرا الآن بدخول البلطجية إلى داخل الحرم لوأد إحدى المظاهرات الطلابية من قبل جماعات الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية وبعض الناصريين واليساريين تقريبا حول اضطهاد بعض الطلاب ومنعهم من انتخابات اتحاد الطلاب وتحويل المعيدين إلى وظائف إدارية.. الخ.

ووجود فئة "البلطجية" الذين يعتدون على الطلاب أصبح ظاهرة فى الجامعة، وهى الفئة التى ظهرت فى 2006، ووقتها تعالت الأصوات تطالب بحق الطلاب فى ممارسة حياتهم الجامعية دون تهديدات، وهو المطلب الذى قوبل بعدم الاهتمام وتجاهل حق الطالب، كما تحولت الجامعة إلى ثكنة عسكرية على الصحفيين، واعتدوا على صحفية فى 2007، وعلى أكثر من صحفى فى الأعوام الماضية. إلى متى سيظل عدم احترام تنفيذ القوانين فى مصر؟ وإلى متى نسمع كلاما من كتبة النظام طوال الوقت يقول بأن بلدنا دولة تحترم القانون ودولة مؤسسات وليست دولة قائمة على حكم الفرد الواحد؟ وإلى متى ستظل جامعاتنا ومدارسنا وأبحاثنا فى المؤخرة؟ لماذا فشلت المنظومة التعليمية الحكومية والخاصة فى بلدنا بعد أن انهارت مجانية التعليم وأصبح كل شىء بالمال مثل التعليم الموازى والدروس الخصوصية؟ ولمصلحة من السكوت على مثل هذه الأوضاع السيئة التى تضرب مستقبل البلد فى مقتل؟ وإلى متى سنظل مثل النعام ندفن رءوسنا فى الرمال ولا نواجه الواقع بكل بشاعته؟





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة