يسأل أحد القراء أعانى من فيروس "سى"، وقد أجريت تحليل "بى سى آر"، وكانت النتيجة مائة ألف، فهل التحليل كافٍ، وهل يلزم أخذ دواء الإنترفيرون أم المكملات الغذائية؟
يجيب الدكتور مدحت خليل استشارى الجهاز الهضمى والكبد والتغذية العلاجية بجامعة القاهرة قائلا: تقييم حالة مريض الفيروس الكبدى C لا تعتمد فقط على تحليل الـ PCR فهذا خطأ شائع, لأن هذا التحليل يشير إلى درجة نشاط الفيروس فى لحظة أخذ العينة من المريض, بمعنى أننا إذا قمنا بإجراء هذا التحليل عدة مرات لنفس المريض وفى نفس المعمل تختلف النتائج, كما أن بعض المرضى يتوهمون الخطر إذا عرف أن تحليل الـ PCR مثلا مليون أو أكثر, ليس بالضرورة أن هذا المريض حالته أسوأ من مريض آخر لديه تحليل PCR مثلا مائة ألف والعكس صحيح.
كما يقع كثيرون فى خطأ شائع، وهو الحرص على تحليل الـ PCR بصفة دائمة لمعرفة مدى نشاط الفيروس, فيصاب المريض أحيانا بخيبة الأمل إذا وجد ارتفاع نسبة التحليل، وأحيانا أخرى يعيش حالة من الفرح الزائف إذا وجد أن التحليل نسبته منخفضة.
أحب أن أوكد أن تحليل PCR يستخدم لتقييم حالة الاستجابة لبروتوكول العلاج بالأنترفيرون وريبافيرين، وهو البروتوكول العالمى المتفق عليه عالميا حتى الآن لعلاج فيروس C، وليس لتقييم حالة المريض فى حال تناول مكملات غذائية, لذا لا ينصح مرضى الفيروس الكبدى C بقياس تحليل PCR إلا إذا كان المريض يتم علاجه طبقا للبروتوكول العالمى وتحت الإشراف الطبى لأن هذا الأمر يمثل عبئا ماديا ومعنويا على المريض.
كما يجب الاهتمام بالبروتوكولات العالمية لتقييم مرضى فيروس C، والتى تعتمد على عدة نقاط, أهمها:
• تقييم الحالة الصحية العامة للمريض.
• الإصابة بأحد الأمراض مثل السكرى أو السمنة أو تناول دواء بصفة منتظمة قد يضر الكبد.
• قياس أنزيمات الكبد.
• قياس نسبة الصفراء والألبومين وبروتينات الدم وسرعة النزف.
• تقييم حالة نسيج الكبد بواسطة الفحص بالموجات فوق الصوتية.
• أخذ عينة من خلايا الكبد.
أخذ عينة من خلايا الكبد, أمر هام, لماذا؟
أخذ عينة من خلايا الكبد لا يسبب أية مشاكل صحية كما يعتقد كثيرون, يتم أخذ العينة بواسطة إبرة رفيعة جدا يتم إدخالها عبر جلد المريض بعد إعطائه مخدرا موضعيا، وقد يتم ذلك أثناء الفحص بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية، ولا يستغرق الأمر سوى بضع دقائق، ويتم إرسال الخلايا الكبدية إلى معمل متخصص لفحص الأنسجة.
وأخذ عينة من خلايا الكبد, أمر هام فى العلاج والمتابعة لتحديد درجة الالتهاب والتليف الكبدى بدقة واستبعاد المرضى الذين لا ينطبق عليهم شروط العلاج مثل حالات الالتهاب الطفيف أو التليف المتقدم، بالإضافة إلى تقدير مدى الاستجابة والاستفادة بعد الانتهاء من العلاج بالإنترفيرون، وتشخيص أى إصابة مرضية أخرى بالكبد.
لذا تؤكد الدراسات العلمية حتى الآن على أهمية أخذ عينة من الكبد لتقييم مقدار الضرر الذى يسببه الفيروس على الخلايا الكبدية، ومتابعة مدى الاستجابة للعلاج وليس الاعتماد فقط على قياس أنزيمات الكبد بالدم, فقد أكدت نتائج فحص الأنسجة بواسطة عينة من الكبد أن حوالى 20% من المصابين بفيروس الكبد C يعانون من التهاب متوسط إلى شديد الدرجة بالخلايا الكبدية، بالرغم من المستويات الطبيعية لأنزيمات الكبد بالدم.
عدد الردود 0
بواسطة:
mona
قطور