تمر مصر بمرحلة خطيرة على الإعلام المصرى تؤثر فى مسيرته المستقبلية، حيث بدأت المشكلة بقرار لتنظيم الرسائل المرسلة عبر الموبايل (إخبارية أو إعلانية) من خلال المواقع المتخصصة فى هذا الشأن، ثم تبع ذلك قرارات بوقف قنوات فضائية معظمها ذو طابع دينى (كما تقول) والتهديد بإغلاق قنوات أخرى، وكذلك بعض المشاكل فى أحد المؤسسات الصحفية، الأمر الذى يخشى معه الإعلاميون الإضرار بقيامهم بعملهم على الوجه الأكمل مقارنا بدول أخرى فى هذا المجال.
ينبغى الآن أن نتفق بأن حرية الإعلام إذا تولدت منها هدم فى القيم والمبادئ، فإنه لن يختلف أحد على تنظيمها بالشكل الذى لا يهدم الأسرة المصرية، إلا أن الأمر يختلف فى عدة جوانب، أولها أن الذى يقدر مدى تعارض الرسالة الإعلامية مع القيم والمبادئ لم يوضح ما هى القيم والمبادئ التى لا يجوز التعدى عليها، كما أنه لا يضع قانونا ملزماً بتنظيم الإعلام عبر القنوات الفضائية بالشكل الذى لا يضر المجتمع ومحدد فيه شروط وضوابط يستلزم العمل من خلالها.
الأمر الثانى أن الإعلام أصبح الآن هواء يتنفسه الإنسان، ولن يستطيع أحد مهما بلغت قوته أن يوقفه لأن وقفه سيحمل عداء بينه وبين الأفراد، وبالتالى لن تستقر إدارته لهؤلاء الأفراد، وبالتالى فإن النتيجة الحتمية بأنه مهما يمر الزمن فإنه سيخضع للأمر الواقع، وسوف يقوم بإنشاء لغة حوار جديدة يتم من خلالها الاتفاق بينه وبين الأفراد على استمرارية الحرية، مع حفظ القيم والمبادئ للمجتمع بمعنى أن الاستمرارية فى تضيق العمل الإعلامى لابد أن تنتهى بلغة حوار جديدة، أى أن لغة العقل هى التى تنتصر فى النهاية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
