أكد الدكتور مفيد شهاب، وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية، على حرص الحكومة على تنفيذ القانون بكل حسم فى مواجهة محاولات المساس بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى، وناشد رموز الدين والفكر أن تتنبه لمحاولات توريطها فى الوقيعة بين أبناء الوطن، مضيفا أن دساتير مصر المتعاقبة ساوت بين المصريين دون أدنى تفرقة أو تمييز بسبب الجنس أو العقيدة، وأن الدولة المدنية هى الخيار المعاصر للتعبير عن الأمم والشعوب والمجتمعات.
لأنها تعمل على الاحتكام للدستور والقانون والممارسة الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان، وإعلاء مبدأ المواطنة، ووضع الدين فى مكانه المقدس دون التدنى به إلى الصراعات السياسية، موضحاً ضرورة العمل على عدم خلط الدين بالسياسة، وتأكيد مفهوم المواطنة قولاً وعملاً.
جاء ذلك خلال زيارة شهاب إلى كنيسة مارى جرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك بالإسكندرية صباح اليوم، الجمعة، فى حضور القس رويس مرقص الوكيل البابوى بالإسكندرية وعدد من الكهنة بمجمع كهنة محرم بك وأعضاء المجلس الملى ونخبة من المثقفين الأقباط من أبناء الكنيسة.
وقال شهاب إن الوعى بأهمية الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط، والحرص على أمن الوطن واستقراره هو الحصن القوى ضد أى محاولة لإثارة الفتن الطائفية، موضحاً أهمية دور التعليم فى توعية الشباب والنشء بالالتزام باحترام الأديان السماوية، والحفاظ على وحدة الوطن، مستنكراً الجرائم الفردية التى تعمل على المساس بالوحدة الوطنية، ويتم تقديم مرتكبيها للعدالة لتوقيع العقوبات الرادعة عليهم.
وأضاف أن سلامة الوطن وازدهاره هما محصلة احترام الحقوق والحريات والحوار والاستماع للرأى الآخر ومحاربة العنف والتصدى للفساد وتنمية روح الانتماء، مشدداً على ضرورة ابتعاد وسائل الإعلام عن إثارة الفتن سواء على مواقع الإنترنت أو الفضائيات أو الصحف، والعمل على معالجة قضايا الوطن من خلال رفع روح الانتماء والبعد عن المعلومات المغلوطة التى تظهر مصر للعالم بصورة مخالفة للواقع.
وأكد شهاب أهمية على أن يعمل نائب البرلمان على تحقيق مصالح وطموحات ناخبيه من المسلمين والأقباط على السواء، وأن يمثل الأمة كلها لا ناخبيه فقط، فالأقباط قد ينتخبون مسلماً يحقق آمالهم، والمسلمون قد ينحازون لقبطى لأسباب موضوعية لا يرونها فى مسلم، وهذا حدث وتكرر فى التاريخ القريب والمعاصر دون تدخل متعمد، موضحاً أن الترشيح يجب أن يخضع لمعايير الكفاءة والسمعة والقدرة على خدمة الجماهير، ومؤكداً أن المشاركة الإيجابية للأقباط فى الحياة السياسية والبرلمانية انعكاس صادق لمبدأ المواطنة.
وأدان الاعتداءات الآثمة على كنيسة بالعراق والتهديدات التى وجهها تنظيم القاعدة بالعراق إلى مصر، وقال إنه سيتم التصدى بحزم لكل من يهدد الأمن القومى وأمن الكنائس المصرية، فأى تهديد لمجموعة من المواطنين أو لدور العبادة الخاصة بهم هو تهديد لكل المصريين وكل دور العبادة، يجب أن نتصدى له بكل الحزم، مستنكرا أن تكون أماكن العبادة هدفاً لأعمال إرهابية أو التهديد بها.
القمص رويس مرقص، الوكيل البابوى بالإسكندرية، والذى أهدى الوزير 3 أبيات شعر، أكد على تأييد الأقباط بالدائرة للوزير، مشيرا إلى أن الأقباط بالدائرة فتحوا قلوبهم له قبل أن يفتحوا باب كنيستهم، داعيا كل الأقباط إلى التوجه لصناديق الاقتراع للمشاركة والتمسك بالحقوق السياسية.
ورحب كل من القس أوغسطينوس فؤاد، كاهن كنيسة مارجرس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك، بشهاب، مشيرا إلى أن آيات الإنجيل المقدس التى تقول "مبارك شعبى مصر"، مؤكدا على أن الأقباط جزء لا يتجزأ من هذا الوطن لأنهم مشاركون فى كل عمل، وليسوا فى معزل عن الدولة فمصر نسيج واحد، مرسلا برقية تهنئة إلى البابا شنودة الثالث الذى يتم الاحتفال قريبا بعيد جلوسه التاسع والثلاثين على كرسى مارمرقس، واصفا إياه بصمام أمن هذا البلد.
وقال الدكتور محمد سعيد الدقاق، أمين عام الحزب الوطنى الديمقراطى بالإسكندرية، إن المصريين سواء فى كل شىء، خاصة فى تاريخ النضال الوطنى، ولا فرق بينهما سوى أن المسلم يذهب إلى المسجد والمسيحى إلى الكنيسة، ومصر وحدة واحدة فى أقباطها ومسلميها، مشيرا إلى أن الدكتور مفيد من أول مطالبه إدراج مبدأ المواطنة فى المواد الأولى من الدستور.
خلال لقائه بالأقباط فى محرم بك..
شهاب: دساتير مصر المتعاقبة ساوت بين المصريين
الجمعة، 05 نوفمبر 2010 03:19 م