فى «الفيفا» المصالح قبل المنطق أحياناً.. وإذا أردنا التأكد من ذلك فعلينا البحث فى ملف مونديال 2022.. فمثلاً الولايات المتحدة هى الأقدر من وجهة نظر الشركات الكبرى ووفق تجربتها الناحجة عام 1994 لكن المصلحة قد تجعل قطر أول دولة فى الشرق الأوسط تستضيف كأس العالم.. كيف ذلك؟!
يوضح المهندس خالد عبدالعزيز الوضع وهو صاحب تجربة احتكاك قوية مع الاتحادين الدولى والأفريقى، عندما كان مديراً لبطولة كأس الأمم الأفريقية ومديراً لبطولة كأس العالم للشباب، ويقول إنه احتك فقط بلجنة المسابقات بالاتحاد الدولى التى كان يرأسها الأمريكى جيم براون قبل أن يتولى رئاستها المصرى مصطفى فهمى، وكان رئيس اللجنة المنظمة العليا التابعة للفيفا هو جاك وارنر، وكان العمل يقتصر على أشهر طويلة من المتابعة ومراجعة ترتيبات التنظيم، لكن من المؤكد أن المسؤولين فى اللجنة التنفيذية للفيفا أو الكاف لديهم نفوذ قوى للغاية فى بلادهم وفى وضع القرار فى المؤسسة، واتصالاتهم تتجاوز مجال كرة القدم لترتقى إلى السياسيين والقادة فى بلادهم وبلاد أخرى، وكل واحد فيهم منظمة متحركة ربما لا يمثل نفسه فقط بل يمثل حكومة أو مؤسسة اقتصادية كبيرة، ولذلك ليس منطقياً أن تعتبر 24 عضواً باللجنة التنفيذية مجرد مجموعة من الأشخاص يجتمعون لاتخاذ قرار كبير، لأن المصالح ضخمة جداً ومتشابكة.
ويضرب خالد عبد العزيز مثالاً بسباق تنظيم كأس العالم 2022، ويقول إن ألمانيا وفرنسا واليابان من مصلحتهم أن تفوز قطر بالتنظيم، لأن ألمانيا متعاقدة فى حالة فوز قطر على إقامة شبكة مترو أنفاق بين ملاعب البطولة بحيث يتحرك الجمهور من ملعب لآخر دون أن يمر بالأجواء الساخنة فى صيف الخليج، وفرنسا متعاقدة على بناء كوبرى ضخم يمتد داخل الخليج من البحرين إلى قطر ومسافته 52 كيلو متراً، واليابان متعاقدة على منظومة تكييف الملاعب وتنافسها الصين.. إذن هناك مصالح تدفع هذه الدول لترويج ملف قطر.. فى المقابل ترغب الشركات الكبرى أو ربما الاتحاد الدولى أن تنظم أمريكا البطولة لأن لديها قوة شرائية كبيرة جداً سوف تجذب الإعلانات والدعاية التى تدر أموالاً طائلة، يريد هؤلاء أن يستفيدوا من هذه القوة الشرائية.. هذا هو الصراع الذى سيحكم قرار إسناد التنظيم ولم تكن مصر تعرف عن طبيعة المنافسة شيئاً عندما قدمت ملف 2012 ولم يكن هناك دراية بالبيزنس الذى يحكم كل شىء.
المصالح قبل المنطق.. وابحثوا فى ملفات 2022!
الجمعة، 05 نوفمبر 2010 12:18 ص
حمد بن خليفة آل ثان