إذا دخل الإخوان حركة سياسية فجّروها

الجمعة، 05 نوفمبر 2010 01:08 ص
إذا دخل الإخوان حركة سياسية فجّروها محمد بديع
محمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
4 أشهر مرت على اللقاء الشهير بين الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والدكتور حسن نافعة المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، الذى ذهبت فيه الجمعية ومنسقها الأسبق إلى مكتب الإرشاد تطلب من الجماعة ومرشدها تفعيل دور الإخوان داخل الجمعية فأثبتت الأحداث بعدها أن الجماعة بحجمها وثقلها التهمت الجمعية، أو فى أفضل الأحوال، وظفتها لخدمة أهداف سياسية لم تستفد منها الجمعية الوطنية للتغيير فى شىء.

بداية التعاون بين الإخوان والجمعية الوطنية للتغيير جاء من خلال إعلان المرشد العام عن تدشين موقع خاص بالإخوان، ومنفصل عن الجمعية، لجمع توقيعات على بيان المطالب السبعة، الذى أعلن عنه الدكتور محمد البرادعى، وهو أمر بدا غريبا وغير مفهوم، إذ إن الجمعية كانت بدأت قبلها بأشهر فى جمع توقيعات على ذات البيان عبر موقع إلكترونى معلوم للجميع، لكن الإخوان حرصوا على التمايز من خلال موقع يخصهم وحدهم بعيدا عن موقع الجمعية، وربما كان الهدف هو استعراض القوة وهو ما تحقق بالفعل، فتمكن الإخوان من جمع 794 ألفا و557 توقيعا على البيان خلال أقل من 4 أشهر، أما الجمعية فلم تجمع سوى 117 ألفا و344 توقيعا خلال قرابة عام من العمل.

حالة استعراض القوة مكنت الجماعة من أن تخرق بسهولة دعوة الجمعية لمقاطعة الانتخابات البرلمانية، وهو الأمر الذى أضعف دعوة المقاطعة ووضع الجمعية نفسها، فكيف تدعو الآخرين إلى المقاطعة وهى لم تتمكن من إقناع الأطراف الفاعلين فيها بجدوى المقاطعة، وكان طبيعيا وقتها أن يخرج حزب الكرامة، وهو أحد أطراف الجمعية، عن دعوة المقاطعة هو الآخر بعد إعلان الإخوان المشاركة فى الانتخابات. واللافت أن مشاركات الإخوان فى جميع التحركات الجبهوية تنتهى بنفس النتيجة، حيث سبق أن شاركت الجماعة فى الجبهة الوطنية للتغيير التى شكلها الراحل عزيز صدقى قبيل الانتخابات البرلمانية عام 2005، وضمت فى عضويتها أغلب القوى السياسية المصرية، سواء التى تحظى باعتراف رسمى من الدولة مثل الأحزاب الرسمية، أو القوى السياسية الأخرى غير الرسمية، مثل الحركات الاحتجاجية، والأحزاب تحت التأسيس، وهذه الجبهة تعثرت عندما فشلت فى الاتفاق على خوض انتخابات مجلس الشعب بقائمة موحدة.

ووفقا لشهادات المشاركين فى الجبهة فإن الجماعة أعطت الأولوية لمصلحتها، ورفضت الالتزام بدعم مرشحين من أحزاب أخرى، إلا فى أضيق الحدود، بل وصل الأمر إلى أن الإخوان انتقموا من مرشحى حزب التجمع بسبب الخصومة الفكرية بينهم وبين رئيسه الدكتور رفعت السعيد، فسعوا إلى إسقاط رموز الحزب، وعلى رأسهم خالد محيى الدين الذى سقط أمام تيمور عبدالغنى، أحد الكوادر المغمورة للجماعة، ودعموا مرشحى «الوطنى» فى مواجهة البدرى فرغلى، وأبوالعز الحريرى، وعبدالحميد كمال. وفى المقابل سعت الجماعة للتنسيق مع عدد من مرشحى «الوطنى»، وهو ما حدث فى دائرة السيدة زينب مع أحمد فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، ومع أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطنى، فى دائرة منوف.

نفس الموقف تكرر فى الاتفاقات التى أبرمها الإخوان مع عدد من الحركات السياسية للمشاركة معهم فى التظاهرات، فلم تشارك فى مظاهرات حركة كفاية عام 2005، على الرغم من الاتفاق مع الحركة أكثر من مرة، وسعت إلى تشكيل تحالفات موازية للتحرك من خلالها فى الشارع لمواجهة تحركات «كفاية»، وهو ما حدث فى التحالف الوطنى للإصلاح الذى تشكل من الإخوان وحزب العمل والاشتراكيين الثوريين، وكانت الجماعة مسيطرة تماما على مظاهرات التحالف لدرجة أن على عبدالفتاح، القيادى الإخوانى الشهير، أمر كوادر الجماعة بالانسحاب من إحدى المظاهرات اعتراضا على هتافات أنصار حزب العمل والاشتراكيين الثوريين، فانسحب الإخوان وأداروا ظهرهم لحلفائهم فى لحظات.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد قامت الجماعة بمحاولة قرصنة واضحة على إضراب 6 أبريل 2008، فبعد أن أصدرت بيانا مبهما حول موقفها من الإضراب، ثم أجرى الدكتور محمود عزت، الأمين العام للجماعة، حوارا نشر فى الموقع الرسمى للجماعة، أكد فيه أن الجماعة لن تشارك فى الإضراب لأنها لا تعرف أهدافه، لكن بعد نجاح الإضراب أدلى المرشد السابق محمد مهدى عاكف بتصريحات إعلامية أكد فيها أن الجماعة شاركت فى الإضراب رغم أنها لم تشارك فى شىء.

من جهته حمّل عصام سلطان، وكيل مؤسسى حزب الوسط، الدكتور حسن نافعة، المنسق العام السابق للجمعية الوطنية للتغيير، مسؤولية سيطرة الإخوان على الجمعية، وأضاف: «جماعة الإخوان تمكنت من السيطرة النوعية على الجمعية الوطنية للتغيير وتمرير اتجاهاتها وأفكارها من خلال السيطرة على الدكتور حسن نافعة، المنسق العام السابق للجمعية»، مشيرا إلى أن نافعة لم يسبق له ممارسة العمل العام، وهو الأمر الذى مكّن الإخوان من السيطرة عليه تماما.

وأكد سلطان أن نافعة نفذ رغبة الإخوان فى وقف نشاط الجمعية الوطنية للتغيير لمدة شهرين، نظرا لأن الجمعية تدعو لمقاطعة الانتخابات، والإخوان فى المقابل لديهم قرار إستراتيجى بالمشاركة، وبالتالى فإن أى نشاط ستقوم به الجمعية لن يصب فى صالح الإخوان.

وأوضح سلطان أن الجماعة استضافت قبل شهرين نشاطات الجمعية الوطنية للتغيير فى جميع محافظات مصر، لكن كل هذه الأنشطة توقفت تماما خلال الشهرين الماضيين، وقال: «الدكتور حسن نافعة أوقف بكل قوة حركة شباب الجمعية الوطنية للتغيير, وتمكن من شل حركتهم فى إطار تنفيذه لرغبة الإخوان بوقف نشاط الجمعية».

وأشار سلطان إلى أن اجتماعات الجمعية كانت تشهد تباينا واضحا فى الآراء بين المشاركين الذين كانوا يقفون فى جهة، بينما يقف ممثلو الإخوان، الدكتور محمد البلتاجى والدكتور عصام العريان، فى جهة أخرى، لكن مع ذلك فإن الدكتور حسن نافعة، المنسق العام آنذاك، كان ينفذ رغبات الإخوان.

وأكد سلطان أن مشاركة الإخوان فى الانتخابات أضرت بالجمعية الوطنية للتغيير وقال: «الدكتور حسن نافعة اهتم بالحفاظ على هيكل الجمعية، لكنه لم يحافظ على قيم الجمعية التى اهتزت كثيرا أمام الرأى العام عندما شارك الإخوان فى الانتخابات.

عبدالحليم قنديل، المنسق العام لحركة كفاية، يؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين أقرب إلى فكرة إرجاء التغيير، وهذا ينعكس بصورة واضحة على حرصهم على المشاركة فى الانتخابات، وأكد قنديل أن الحس الجبهوى ضعيف لدى الإخوان المسلمين بسبب ما سماه الإحساس بغرور الجسد، والانبهار بالفكرة الإسلامية الشاملة المتكاملة، مضيفا: «حتى يرتفع الحس الجبهوى لدى الإخوان فلابد أن يقدم الآخرون إلى التعامل معهم على قدم المساواة لا أن يتحول الأمر إلى رابطة لمشجعى الإخوان».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة