قال الروائى الدكتور يوسف زيدان، لا يوجد شخص يستطيع أن يقدم تصوراً لمستقبل هذا البلد بعد 6 أشهر، مؤكدا أن مصر بها أشياء متعارضة، وكل المؤشرات التى يبنى عليها البعض تصوراتهم مضطربة.
وأضاف، لدينا حالة من البلاهة العامة فى المؤسسات، ولدينا انهيار فى التعليم، ويقابل ذلك مشروعات ناجحة جدا، ومنها مترو الأنفاق الذى أعتبره أنظف بكثير من مترو لندن، فالآمان به متوفر فى أى وقت، وهو ما لا يتحقق فى مترو لندن، مشيرا إلى أن المعطيات الموضوعية لا تسمح بتكوين صورة محددة لمستقبل هذا البلد.
كما رفض زيدان الاشتباكات داخل المجتمع المصرى، بين رجال الدين وغيرهم، خلال صالونه الشهرى أمس، الأربعاء بساقية الصاوى، وقال، تداخل الأدوار خطير جدا، ويجب أن يتوقف، فلا ينبغى أن تتحدث الممثلة عن مشاركة الإخوان المسلمين السياسية، كما لا ينبغى أن يتحدث رجال الدين عن الإعلام.
وأشار زيدان إلى أن بعض الشيوخ يمارسون الجهاد عبر الحدود، معلقا على تدخل القاعدة فى مسألة الأقباط فى مصر، وأضاف زيدان، الاشتباكات المصرية المصرية كثرت عن الحد المسوح به، فالجماعات السلفية بينها وبين بعضها الكثير من الخلافات، وكذلك الجماعات الصوفية، والكنائس، والبعض يتحدث باسم الإله، وقال زيدان، أين أوراق اعتمادهم من ربنا؟ أنا أرجو أن نكف عن الخوض فى هذه القضايا، ومنها التنمية، ومناقشة مشكلة الاهتمام بالمدن، وإهمال الريف مثلا.
وتطرق زيدان فى حديثه إلى الأعمال الشعرية الأخيرة لكل من محمود درويش وأمل دنقل، مؤكدا أنه يجمعهما الكثير، ومن ذلك ارتباطهما باليسار، وصفاء أحاسيسهما الشعرية فى القصائد الأخيرة لكل منهما، وقال زيدان، شعر أمل دنقل قبل هزيمة 67 كان معظمه عن أزمته الشخصية، وهو ما تغير بعد ذلك عندما اكتوى بالهزيمة، وقال فى إحدى قصائده، قلت لكم فى السنة البعيدة عن خطر الجندى عن همته القعيدة، يحرس من يمنحه راتبه الشهرى، وزيه الرسمى، كى يرهب الخصوم بالجعجة الجوفاء والقعقة الشديدة.
ودلل زيدان بهذه الأبيات على التهاب الشعرية لدى دنقل، وهو ما دفع بقصيدته إلى الأمام قائلا، هذا شعر حقيقى به التهاب غير مصنوع، ويحوى دفقات شعرية قوية جدا تدفع القصيدة قدما إلى الأمام. وأضاف زيدان، من يكتب الشعر و"إيده فى المياه الباردة" بيطلع شعره بارد.
وأشار زيدان إلى أن المحطة الثانية فى التهاب شعر أمل دنقل هو موت جمال عبد الناصر، وأوضح زيدان أن دنقل اختفى عقب مشاهدته لجنازة جمال عبد الناصر، لكنه ظهر فى احتفالية تأبينه ليلقى قصيدة "لا وقت للبكاء" وعقب زيدان قائلا، هذا شعر أيضا حقيقى، حيث اختار دنقل قافية غير معتادة فى هذه القصيدة.
وعاب زيدان على دنقل عدم تدقيقه فى اختياره لطيبة ذات السبعة أبواب التى ذكرها فى أحد أبيات القصيدة، معلقا، دنقل لم يتلق تعليما جيدا، وهو ما جعله لا ينتبه إلى أن طيبة ذات السبعة أبواب هى طيبة اليونانية، أما طيبة المصرية فذات 90 باباً.
وتطرق زيدان إلى الشاعر محمود درويش، مقارنا بين البدايات لديه ولدى دنقل، مؤكدا على أن قصيدة درويش "مديح الظل العالى" من أكثر قصائده التى تعجبه، مشيرا إلى أنها نموذج للخروج من حيز الأزمة التى جعلت درويش شاعر القضية الفلسطينية، إلى الحس الإنسانى العام، وقال زيدان، هذا تطور مع محمود درويش فى قصيدته "جدارية" التى واجه فيها الموت".
وأكد زيدان أن قصيدة "لاعب النرد" لمحمود درويش ستظل علامة فارقة فى تاريخ الشعر العربى، منذ أيام المتنبى، مؤكدا على أنها قصيدته الأخيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة