إنَّ هجرة العقول المصرية إلى الخارج من الأمور التى يجب الانتباه إليها ودراستها دراسة مستفيضة وإيجاد حلول جذرية لها والاستفادة حتما من هذه العقول فى تنمية ثروات بلادنا، فالبعض يعتقد بأن قلة الموارد في بلادنا وضعف اقتصادياتها هما السبب فى ذلك ، والبعض الآخر يرجع المسألة إلى عدم قدرة بلادنا على استيعاب طموح هذه العقول الفذة ، وآخرون يرون أن السبب فى ذلك إنما يرجع إلى التأخر العلمي والتقني والتكنولوجي على الرغم من أن هذا التأخر فى رأى المتواضع ماهو إلا نتيجه لهجرة العقول وليس سبباً .
إنَّ جوهر المشكلة يكمن في عدم التقدير لهذه العقول والاستخفاف بها الأمر الذي يترتب عليه غياب المعطيات التي يحتاجها العقل الخلاق ليكمل حياته وعمله ونشاطه وإبداعه بكرامة وسط قومه وفي وطنه وبين أربابه وأحبابه .
والحكمة التي تختزل هذه الفكرة تقول (لا كرامة لنبي في وطنه) المقصود بها هذه العقول المهاجرة وهم من يستحقون لقب العلماء فهم ورثة الأنبياء كما هو في المأثور وبالتالي فإن الحكمة السابقة تنطبق عليهم تمام الانطباق .
حقا لاكرامة لنبى فى وطنه هذا هو حال كل مبدع او عالم يهديه تفكيره وابحاثه إلى اختراع او ابتكار يصطدم بالتجاهل والإهمال فيرحل هؤلاء ويبدعون فى الخارج ويعلو نجمهم ثم تدق الطبول فى الوطن الام ابتهاجا وفرحا بوليدها الذى لفظته فى المهد صبيا أمثال د. زويل ود. يعقوب وفاروق الباز وغيرهم فهم بحق نماذج لقصه قديمة جديدة بدات وانتهت على الحقيقة نفسها الحقيقة التى لن يمحوها التاريخ.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة