أكد الدكتور مختار الكسبانى مستشار أمين عام المجلس الأعلى للآثار وأستاذ الآثار الإسلامية، أن إعلان إسرائيل تعليقها التعاون مع القرارات الأخيرة لليونسكو حول الشرق الأوسط، فيما يخص ضم قبر راحيل "مسجد بلال بن رباح" فى بيت لحم إلى قائمة المساجد الإسلامية، هو نوع من أعمال البلطجة الثقافية التى تقوم بها إسرائيل والتى اعتادت عليها مع كافة القرارات التى تصدرها كل المنظمات الدولية.
وأوضح الكسبانى لـ"اليوم السابع"، أن السبب فى البلطجة الإسرائيلية هو مواقف العرب الضعيفة تجاه ما تقوم به إسرائيل وضعف الأنظمة العربية، حيث قال "مواقفنا نحن العرب أصحاب القضية مواقف مائعة"، مضيفاً أن الأنظمة والحكومات العربية التى وصفها بالـ"ضعيفة ومشوشة ومخوخة من الداخل وليس لديها أى حكمة فى التصرف"، حيث تقف مكتوفة الأيدى تجاه ما يحدث، وهو المسبب الرئيسى لبلطجة إسرائيل.
وأضاف قائلاً: إن "الأنظمة العربية كلها ملهاش لازمة، ولابد من تغييرها لحل مشاكل العرب وعلى رأسها القضية الفلسطينية".
واستطرد قائلاً: إن الحل لأزمة البلطجة الإسرائيلية ينبع من خلال أن "نبلطج نحن عليهم"، ونغير الحكومات العربية ونقيم علاقات قوية ووطيدة مع تركيا التى أصبحت القوة الإقليمية الرئيسية فى الشرق الأوسط، ونقيم علاقات مع الدول الإسلامية الأخرى مثل: إيران، مضيفاً أنه من الأكرم لنا أن نقيم علاقات مع تركيا وإيران أفضل من أن نوطد علاقتنا بإسرائيل ونطبع معها".
وانتقد الكسبانى موقف لجنة القدس التى لم تخرج بأية حلول لقضية فلسطين، حيث قال إن لجنة القدس لم تقدم أية مواقف سياسية للرأى العام العالمى مقابل ما تقوم به إسرائيل من بلطجة وتجبر على كل شىء.
وأوضح الكسبانى، أن هناك خللاً فى منظومة الأمم المتحدة بكافة مؤسساتها، حيث إن كافة القرارات تصدر لصالح إسرائيل، وفى حالة صدور قرار ضد إسرائيل يتم التراجع فيه بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، وقال إن "إسرائيل هى الابن المدلل للأمم المتحدة، حيث لا تتخذ ضدها أية عقوبات دولية، مثلما يحدث مع غيرها، وضرب مثالاً على العقوبات التى أصدرتها الأمم المتحدة ضد أفغانستان بعد إعلان بعض الأفغان أنهم سيقومون بتحطيم تمثال بوذا.
جدير بالذكر أن المجلس التنفيذى لليونسكو قد أصدر قراراً فى 21 أكتوبر الماضى يتعلق بضم مسجد بلال بن رباح "قبر راحيل" فى بيت لحم، إلا أن إسرائيل اعتبرت مثل هذه القرارات لاغية وباطلة، لأنها" تجعل عملية السلام بعيدة أكثر وتسىء إلى سمعة اليونسكو".