تابعت صحيفة "الجارديان" تداعيات انتخابات التجديد النصفى فى الكونجرس الأمريكى، وقال مراسلها فى واشنطن كريس ماجريل إنه على العكس مما يقال، فإن فوز الجمهوريين بالأغلبية فى مجلس النواب ربما يكون فى مصلحة أوباما، خاصة من حيث إعادة ترشيحه مرة أخرى للرئاسة بعد عامين.
ورأت الصحيفة أن على أوباما الاستفادة من دروس آخر رئاسة ديمقراطية فى ظل سيطرة الجمهوريين على الكونجرس، وكان ذلك فى عهد الرئيس بيل كلينتون. ففى عام 1994، سيطر الجمهوريون على مجلسى النواب والشيوخ، وأصبح نيوت جينجريتش رئيس مجلس النواب بأجندة تتحدى سلطات كلينتون. وبدا حينها أن إدارة كلينتون تواجه النهاية، لكن خلال عامين تمكن الرئيس الديمقراطى من هزيمة جينجريتش بمزيد من التواضع والعقل فى مواجهة المحافظين المتشددين.
ولفتت الصحيفة إلى أن التشدد الذى أبداه الجمهوريون صب فى النهاية فى مصلحة كلينتون، عندما وقعت المواجهة الرئيسية بين البيت الأبيض والكونجرس بإغلاق جرينجريتش للحكومة لما يقرب من أربعة أسابيع عام 1995 بعد أن قطع عنها التمويل الفيدرالى، وعدم تمريره قانون قبله كلينتون بعد ذلك. وظن الجمهوريون بذلك أنهم يقدمون على خطوة شعبية لأنه تم تصويرها على أنها هجوم على تزايد الإنفاق الحكومى، فى حين وصف كلينتون ما قاموا به بأنه "خدعة" ووصف رئيس مجلس النواب بـ"المتطرف". ووصل الخلاف بين الطرفين إلى حد شكا جنيجريتش من جلوسه فى المقعد الخلفى فى طائرة الرئيس.
وتابعت الصحيفة:" انهارت بعد ذلك ثورة الجمهوريون، وزادت شعبية كلينتون وفاز بكل سهولة بفترة رئاسة ثانية". ونقلت الصحيفة عن لارى ساباتو، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فيرجينيا، قوله:" إن أوباما بإمكانه الاستفادة من الطريقة التى تعامل بها كلينتون مع الأزمة".
ورأى "ساباتو" أن أهم درس هو أن الرئاسة بها مزايا كامنة تتخطى رئيس مجلس النواب ويجب أن يستغل أوباما هذه المزايا مثلما فعل كلينتون، مضيفا:" يجب عليه أن يشجع الجمهوريين إلى أقصى حد ممكن على استغلال أغلبيتهم، وأن يصبحوا أكثر وحشية، فكلما فعلوا ذلك، كلما كان ذلك أفضل له، ويجب أن يأمل أوباما كذلك أن يكون الحظ فى جانبه".
"الجارديان": فوز الجمهوريين بـ"الكونجرس" يصب فى مصلحة "أوباما"
الخميس، 04 نوفمبر 2010 12:59 م