قال حسام نصار وكيل أول وزارة الثقافة رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، أن الوحدة العربية الحقيقية تقوم على الاختلاف واحترام التنوع, فلكل دولة طبيعة خاصة وملامح حضارية وثقافية متباينة، مشيراً إلى ضرورة احترام هذا التنوع والاختلاف, مع الوضع فى الاعتبار أن الشعوب العربية متقاربة لأبعد مدى.
جاء ذلك خلال ندوة تناولت العلاقات الثقافية المصرية اللبنانية، حضرها كل من الدكتور خالد زيادة السفير اللبنانى فى القاهرة، والدكتور محمد عفيفى أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة القاهرة، والمؤرخ اللبنانى الدكتور أحمد بيضون.
استهل "نصار" الندوة بالتأكيد على أن ملامح الشخصيتين المصرية واللبنانية متقاربة لأبعد مدى، ومع أنها تشكلت عبر عصور مديدة، إلا أنها ظلت تتمتع بملامحها الأساسية.
ووصف العلاقات الثقافية بين البلدين بأنها أزلية بدأت منذ القدم واستطاعت أن تحافظ على متانتها فى عصرنا الحالى، مشيراً إلى أن بيروت ساهمت فى صناعة النهضة الثقافية التى شهدتها القاهرة فى مختلف الفنون، سواء فى مجال المسرح أو السينما، أو الصحافة، حيث ظهرت فى مصر حوالى 220 دار نشر لبنانية.
بدوره استعرض خالد زيادة فى كلمته تاريخ العلاقات الثقافية المصرية اللبنانية ومدى تأثر الدولتين ببعضهما البعض على مدار العصور المختلفة، موضحاً أن التبادل الثقافى بين القاهرة وبيروت بدأ منذ القرن التاسع عشر الميلادى تقريباً، وهو ما جعل هذه العلاقة فريدة من نوعها.
وعزا متانة هذه العلاقة إلى الاتصال المباشر بين مثقفى البلدين فى مختلف المجالات، سواء المسرح أو السينما أو الموسيقى أو التأليف، والذى أثرى النهضة الثقافية العربية الحديثة برمتها، واستشهد على ذلك بأن كبار العاملين بالصحافة والأدب فى لبنان انتقلوا إلى مصر، وامتلكوا كثيراً من المجلات ودور النشر، وصدر لعدد منهم أعمالاً أدبية مهمة حتى أصبح هذا البلد رائداً للثقافة العربية وظل الوضع كذلك، حتى أصبحنا نتساءل أيهما عاصمة للثقافة العربية.. القاهرة أم بيروت؟ لكن للأسف تراجع هذا التبادل وانحصرت العلاقات الثقافية بين البلدين، بالرغم من التطور التكنولوجى الكبير.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد عفيفى أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة القاهرة، أن أبناء جيله كانوا ينظرون إلى بيروت على أنها باريس الشرق، ونتيجة لحالة الذوبان التى عاشها مثقفو البلدين كان الكثيرون يعتقدون أن فنانى ومثقفى بيروت مصريون، لكن العلاقات الثقافية المصرية اللبنانية أصبحت بها فجوة كبيرة فى الوقت الراهن، ويجب على قطاع العلاقات الثقافية الخارجية أن يبحث فى كيفية ردمها.