علق ستيفن كوك الباحث بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، والخبير فى شئون مصر والشرق الأوسط على انتخابات مجلس الشعب، التى أجريت يوم الأحد الماضى، وقال: إن نتائج هذه الانتخابات لم تكن أبداً محل شك، والانتصار الكاسح الذى حققه الحزب الوطنى الديمقراطى يعزز فقط الوضع غير الديمقراطى السائد فى البلاد.
وفى الوقت نفسه، فإن إدارة الانتخابات التى شهدت حملات أمنية وتنحية بالجملة لمرشحين فى الأسابيع التى سبقت الاقتراع إلى جانب التلاعب بالأصوات والترهيب والعنف، كل ذلك يشير إلى ضعف الدولة المصرية.
ورأى الكاتب، أن هذا الضعف يجب أن يكون مصدر قلق كبير بين واضعى السياسات الأمريكية قبل انتخابات الرئاسة وانتقال القيادة السياسية فى نهاية المطاف، وعلى الرغم من القلق العرضى، إلا أن واشنطن تتجه للارتياح لنتيجة مفاداها، أنه رغم كل المشكلات، إلا أن مصر لا تزال دولة مستقرة، ويقوم هذا الاتجاه، القائل بأن مصر مستقرة وستظل كذلك على الأرجح، على أساس ملاحظتين، الأولى أن مصر أظهرت قدرة على مواجهة التحديات الكبرى فى الماضى، كالهزيمة فى الحرب والجمود الاقتصادى والاغتيال والإرهاب، والثانية أن المكونات الأساسية للنظام كالأمن وطبقة رجال العمال لم تسحب يوماً ما دعمها للقيادة الحالية، وكل من هاتين الملاحظتين حقيقيتان، لكنهما لا تقدمان رؤية ثاقبة لآفاق الاستقرار فى مصر مستقبلياً.
وكانت السمة الغالبة على السنوات الثلاثين لحكم الرئيس مبارك، كما يرى كوك، هو غياب شبه تام لرؤية مقنعة أو مجموعة من المبادئ الأيدلولوجية، ففى الانتخابات الأخيرة استخدم مرشحو الحزب الحاكم مرة أخرى شعارات "من أجل الاستقرار والتنمية" أو "العبور إلى المستقبل" والتى أصبحت بالكاد تثير حماسة الشعب المصرى.
وعلاوة على ذلك، فإن القيادة المصرية على النقيض من نظيرتها السعودية أو القطرية، لديها موارد مالية محدودة ترعاها، ونتيجة لذلك، فإن النظام الحالى أصبح مضطراً إلى الاعتماد على السيطرة على الشعب المصرى، وهذا الأمر مكلف للغاية ومحفوف بالمخاطر، وبالفعل، فإن المواجهة بين النظام والمعارضة وتحديداً جماعة الإخوان المسلمين فى الانتخابات لم تؤد إلا إلى مزيد من الغضب والاستقطاب وتشدد الساحة السياسية، وهذا تماماً ما حدث فى مصر فى فترة ما قبل اغتيال السادات عام 1981 والتى ساهمت فى حالة "التمرد" أو الإرهاب التى شهدتها مصر فى التسعينيات، ومن المعقول تماماً، القول بأن النظام المصرى فى ظل استمراره فى التعامل بوحشية مع مواطنيه لضمان هيمنته على السلطة، فإنه سيؤدى إلى خلق جولة جديدة من العنف.
وفى نهاية مقاله، قال كوك، إن هناك خيارات قليلة جيدة أمام الولايات المتحدة التى تعتمد على مصر كشريك إقليمى، والحل الواضح لهذه المشكلة هو تشجيع المصريين على الإصلاح السياسى الذى سيسمح للشعب بالتعبير عن شكواه بشكل سلمى.
وقد جربت إدارة جورج بوش السابقة ذلك، ولم تحقق نتائج كبيرة، فى حين أن الإدارة الحالية برئاسة الرئيس باراك أوباما لم تظهر حماساً لخوض معركة مع القاهرة حول الشئون الداخلية لمصر، وربما تكون واشنطن عالقة حبيسة لعلاقة تحقق لها أهداف استراتيجية محددة، لكن مع دولة ربما لا تكون مستقرة مثلما يسود الاعتقاد عنها.
مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية: الانتخابات أظهرت ضعف الحكومة
الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010 02:19 م
لقطة للتجاوزات الأخيرة خلال انتخابات مجلس الشعب 2010
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة