قال الدكتور عماد أبو غازى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة إن كل المؤرخين للتاريخ منحازون، ومن يدعى غير ذلك فهدفه تضليل الناس، مؤكداً على أنه ليس صحيحاً من يقول بحياد المؤرخين، مدللاًَ على ذلك بوجود مشكلة حقيقية فى مناهج التاريخ فى المدارس وأقسام التاريخ بالجامعات المصرية، والتى تعانى أيضاً من غياب الرؤية والهدف.
وقال د.حاتم الطحاوى خلال الجلسة الثانية من فعاليات مؤتمر "مستقبل الثقافة فى مصر" مساء أمس بمكتبة الإسكندرية، والتى جمعت كلاً من حاتم الطحاوى وحسام عبد المعطى وخليل مرعى والباحثة سوزان عابد، إن التاريخ ليس عملية إنشائية وإنما فعاليات تحدث وتأخذ مكانها فى الزمن؛ حيث يعيد كل جيل قراءتها، مضيفًا أن مصر تزخر بالتجارب التاريخية، مشيراً إلى أن اتجاهات البحث التاريخى فى مصر فى القرن العشرين كانت انعكاسا للاتجاهات الفكرية آنذاك.
ونصح الطحاوى بطرح الأيديولوجيات جانبا عند إعادة قراءة التاريخ، مع الاهتمام بالتاريخ الثقافى والحضارى.
وأوضح د.حسام عبد المعطى أهمية الوثائق فى التأريخ، قائلاً إن الوثيقة هى كل مادة، أيّا كان شكلها، يصدرها أو يتلقاها شخص من القانون العام أو الخاص، وأن تكون لها قيمة تستدعى حفظها بشكل دائم. ونوّه إلى أن الوثائق هى فى معظم الأحيان المصدر الرئيسى للمؤرخ، وهى لا تخلو من المصداقية.
ونادى عبد المعطى المؤرخين بعدم الاعتماد على مجموعة واحدة من مصادر الوثائق، إضافة إلى أهمية وجود منهج علمى واضح فى التعامل معها. كما ندّد بصعوبة الوصول إلى الوثائق التى صدرت عقب قيام ثورة يوليو، مشيراً إلى أن المتاح منها فى دار الكتب والوثائق القومية قليل للغاية، وهو ما يؤثر بالسلب على المدرسة التاريخية المصرية.
وعرضت سوزان عابد خلال الجلسة تجربة مشروع "ذاكرة مصر المعاصرة" على الإنترنت، والذى يوثق تاريخ مصر الاجتماعى والسياسى والثقافى والاقتصادى منذ عام 1805 إلى نهاية عصر الرئيس السادات من خلال الصور والوثائق وأفلام الفيديو والصوتيات والإعلانات والصحف والعملات والطوابع وغيرها من المواد النادرة.
وأشارت عابد إلى أن الموقع الإلكترونى للذاكرة يقدم التاريخ للطلاب والمهتمين بشكل جديد تفاعلى غير مسبوق فى مصر، كما أنه يخدم الباحثين الذين يسعون للإطلاع على المواد التاريخية التى تعينهم فى أبحاثهم، بتوفيرها من خلال ضغطة زر.
وأشارت عابد إلى خطأ الاعتقاد القائل بأن الشباب لا يهتمون بقراءة التاريخ؛ مدللة على ذلك بإقبال الشباب على شراء وقراءة مجلة "ذاكرة مصر المعاصرة" التى يصدرها القائمون على المشروع كل ثلاثة أشهر، وذلك بسبب طريقة تناول الموضوعات التاريخية بالمجلة.