توقع عدد من الخبراء والدبلوماسيين أن تزداد الضغوط الدولية على السودان، وأنّ تستجيب لها دول عربية بعد منع الرئيس السودانى، عمر البشير من حضور القمة الإفريقية الأوروبية الثالثة بطرابلس، وربطوا بين الموقف الليبى وبين استضافتها لزعيم حركة العدل والمساواة المتمردة فى دارفور، خليل إبراهيم على الأراضى الليبية، وبين الاستعدادات لاستفتاء جنوب السودان القادم فى يناير 2010.
قال السفير سيد أبو زيد، مساعد وزير الخارجية السابق، إنّ الحكومة السودانية انسحبت من كافة اجتماعات القمة الإفريقية الأوروبية الثالثة فى العاصمة الليبية طرابلس حتى يرفع الرئيس السودانى، عمر البشير الحرج عن نفسه وعن ليبيا، الدولة المضيفة، وعن الدول الأوروبية الحاضرة.
وأوضح أبو زيد لـ"اليوم السابع" أنّ جانب كبير من هذه القمة ذات حضور أوروبى، فضلاً عن موقفهم الواضح فى مطالبة المحكمة الجنائية الدولية باعتقال البشير، فالجانب الأوروبى قد يجد حرجاً فى حضور البشير، خاصة أنّ دول أوروبية كثيرة أعضاء فى المحكمة الجنائية الدولية، فعدم حضور الرئيس السودانى جاء لأن وجوده قد يكون مسألة محرجة للدول الأوروبية الموجودة وللدولة المضيفة، ليبيا.
أما السفير سيد قاسم المصرى، مساعد وزير الخارجية السابق، قال إنّ الضغوط الأوروبية هى السبب وراء عدم حضور البشير للقمة الإفريقية الأوروبية الثالثة فى ليبيا، مهددون بالانسحاب فى حال حضور الرئيس السودانى، فكان من الممكن أن يمثل السودان فى القمة غير البشير.
وأشار المصرى فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أنّ الرئيس السودانى تفهم الأمر ووازن بين الأمرين، وتصرف من منطلق سليم حتى يرفع الحرج عن نفسه وعن كافة الأطراف المشاركة.
المثير فى الأمر كما يؤكد الخبير الدبلوماسى أنّ كثير من الدول الأوروبية المشاركة أعضاء فى المحكمة الجنائية الدولية، وبالتالى ستجد نفسها فى موقف حرج أثناء وجودها مع شخص صُدِرَ بحقه مذكرة اعتقال.
وعلى الجانب الآخر.. قال المصرى أنّ الدول الإفريقية المشاركة تسير عكس التيار مع المحكمة الجنائية الدولية أو مع الدول الأوروبية الأعضاء، فحضور البشير للقمة لا يسبب لها أى إزعاج على الإطلاق.. لافتاً إلى أنّ عدم حضور الرئيس السودانى يقتصر فقط على الجانب الأوروبى.
وفى السياق نفسه اتفق السفير خالد عثمان، خبير الشئون الإفريقية مع كل من أبو زيد والمصرى فى أنّ الغياب السودانى عن القمة الإفريقية الأوروبية الثالثة جاء نتيجة للضغوط الأوروبية ذات العضوية فى المحكمة الجنائية الدولية المطالبة بعدم حضور البشير، قائلاً إنّ الأمر واضح وعلنى، فلا يمكن حضور البشير مع الدول الأوروبية المنادية باعتقاله أمام المحكمة الجنائية.
جدير بالذكر أنّ السودان أعلنت انسحابها من القمة بسبب الرفض الأوروبى لحضور الرئيس عمر البشير القمة لصدور قرار توقيف ضده من المحكمة الجنائية الدولية .
وقال على كرتى وزير خارجية السودان عقب انسحابه من اجتماع وزراء خارجية الدول الإفريقية إنّ قيادة السودان تتمثل فى رئيس الجمهورية أو من يفوضه حتى لو كان على مستوى السفير، مشدداً على أنّ القمة الإفريقية الأوروبية لن تشهد حضوراً سودانياً رسمياً سواء من الشمال أو الجنوب بتفويض من الرئيس البشير.
وحول أسباب إعلان انسحاب السودان من القمة من طرابلس خاصة وأن هذه الضغوط الأوربية ليست بالجديدة، أكد كرتى أنّ إعلان الانسحاب صدر من طرابلس "حتى لا نتسبب فى إحراج الجانب الليبى".
من جهته قال وزير الخارجية، أحمد أبو الغيط، إنّه التقى بنظيره السودانى عقب إعلان انسحابه، وتحدث معه حول القرار، مشيراً فى الوقت ذاته إلى أنّه تفهم الاعتبارات التى فرضت على السودان اتخاذ هذا الموقف.
توقعات بممارسة ضغوط عربية على "البشير" قبل "الاستفتاء"
الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010 07:55 ص