أنقرة تمتص صدمة "ويكيليكس" ولا تتوقع تأثيرا على علاقاتها بواشنطن

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010 01:26 م
أنقرة تمتص صدمة "ويكيليكس" ولا تتوقع تأثيرا على علاقاتها بواشنطن رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان
أنقرة (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ساد الهدوء مختلف الأوساط فى العاصمة التركية أنقرة على عكس العواصم الأخرى فى العالم، وفى مقدمتها واشنطن اثر نشر الموقع الالكترونى "ويكيليكس" 7918 وثيقة سرية تتناول تركيا من بين نحو 250 ألف وثيقة تم تسريبها من السفارات الأمريكية فى دول العالم المختلفة.

وعبرت غالبية السياسيين الأتراك عن الاستياء من الوثائق التى سربتها السفارة والقنصلية الأمريكية فى تركيا حول الأسماء البارزة بالحكومة وفى مقدمتها رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان وحزبه العدالة والتنمية الحاكم.

وأكد الرئيس عبد الله جول أن ما نشره الموقع هى موضوعات متوقعة ، قائلا: "إننا ننتظر ما سيظهر بعدها" .

وعبر وزير الدفاع وجدى جونول عن استيائه من الوثائق المنشورة على الموقع متضمنة اسمه قائلا إن السفارة الأمريكية فى أنقرة خالفت القواعد الدبلوماسية وقامت بتقييم موضوعات تخص السياسة الداخلية وأكد أن جميع ما احتوته الوثائق بشأنه غير صحيح بالمرة .

من جانبها دعت أحزاب المعارضة إلى انتظار نشر جميع الوثائق ومن ثم تقييم الموضوع مشيرة الى أن العلاقات التركية الأمريكية ستتأثر لفترة قصيرة ومن ثم ستعود إلى طبيعتها بين الدولتين الحليفتين.

وأكد محللون سياسيون عدم وجود مفاجآت فى الوثائق السرية التى نشرت حتى الآن ومنها 7 وثائق مصدرها السفارة الأمريكية فى أنقرة، واثنتين مصدرهما القنصلية الأمريكية فى اسطنبول، والباقى عبارة عن معلومات تم تسريبها عن طريق بعض الدبلوماسيين الأمريكيين حول التطورات الداخلية والخارجية المتعلقة بتركيا.

وقال المحللون إن الجميع فى العالم يفهم سياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، المناهضة لإسرائيل والمؤيدة لإيران بشأن أزمة برنامجها النووى وأن الشكوك المتزايدة فى الأوساط الأمريكية والأوروبية بشأن اقتراب تركيا من العالم الإسلامى وابتعادها أمريكا والغرب ليست سرا.

وأجمع كتاب الصحف التركية الصادرة اليوم، والتى انشغلت تماما بنشر وتحليل ما جاء على موقع ويكيليكس أن الأمريكيين لا يمكن أن يفهموا رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان أكثر منهم حيث أن معظم الشارع التركى يعلم جيدا نقاط قوة وضعف أردوجان وان الأغلبية لا تدعم حزب العدالة والتنمية، وإنما تدعم شخصية اردوجان فى الانتخابات سواء البرلمانية أو المحلية وان جميع الأطراف ترى أن حزب العدالة سيفوز مجددا بالانتخابات البرلمانية القادمة وأن الجميع يعلم أنه لا يمكن لأردوجان وحزبه الحاكم أن يغير نهجه السياسى خلال فترة قصيرة وضمن هذا الإطار لا يمكن للوثائق السرية التى أعلنت أو التى ستعلن أن تؤثر سلبا على الاقتصاد التركى.

ورأى خبراء اقتصاديون أن سبب ارتفاع قيمة الدولار أمام الليرة التركية وانخفاض أسهم البورصة وارتفاع نسبة الفوائد بتعاملات يوم أمس تعود إلى استمرار القلق بالأوساط الاقتصادية العالمية حول الديون المترتبة على أسبانيا والبرتغال وليس جراء إعلان الوثائق السرية على موقع ويكيليكس.

واتهم الكاتب فى صحيفة "خبر تورك" محرم سكاريا الدبلوماسيين العاملين بسفارة الولايات المتحدة فى أنقرة بافتقاد النظرة السياسية ضاربا المثل فيما جاء ببعض الوثائق من تحليلهم للتحذير الذى أصدره الجيش أثناء انتخابات الرئاسة فى تركيا فى أبريل من عام 2007، حيث اعتبر الدبلوماسيون الأمريكيون أن هذا التحذير من المساس بالعلمانية أدى إلى زيادة الأصوات لصالح الأحزاب العلمانية بينما ما حدث هو العكس تماما حيث ارتفعت أصوات حزب العدالة والتنمية الحاكم فى الانتخابات البرلمانية فى يوليو من العام نفسه بسبب هذا التحذير وحصل على 47% من أصوات الناخبين، وأضاف أن السفير الأمريكى فى ذلك الوقت روس ويلسون أخطأ التقدير بالنسبة لقضية إغلاق حزب العدالة والتنمية الحاكم، ولم يستطع أن يدرك حقيقة أن أردوغان نجح فى استغلال هذه القضية ليظهر وحزبه على أنهم ضحايا، مشيرا إلى أن السفارة الأمريكية فشلت على مدى 10 سنوات فى قراءة واقع الأحداث فى تركيا.

بدورها، رأت الكاتبة فى صحيفة وطن روشان شاكر أن الوثائق التى نشرها موقع ويكيليكس لن تؤدى الى أزمة فى العلاقات التركية الأمريكية، مشيرة إلى أن قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا تعرف جيدا أن المسئولين الأمريكيين ينظرون إليهم دائما بنوع من الريبة.

وأضافت أن الوثائق التى تتعلق بالفساد فى حزب العدالة والتنمية هى الأكثر تأثيرا بالنسبة للحزب وهى التى يمكن أن تشكل عامل ضغط على الحكومة، لافتة إلى أن الرقابة الذاتية فى الصحف التركية قد تمنعها من نشر غالبية تفاصيل هذه الوثائق لكنها اعتبرت أن الأمور لن تبقى على حالها بأى شكل فى تركيا بعد الآن.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة