يعيش غالبية ذوى الاحتياجات الخاصة فى مصر فى ظل ظروف قاسية ومهينة جداً وحرمان من أبسط الحقوق التى تشعرهم بآدميتهم وإنسانياتهم، رغم ما يمتلكون من طاقات وقدرات تؤهلهم لأن يكونوا فعالين ومنتجين إذا أتيحت لهم الفرص التى تناسب ظروفهم.. وقد خرجوا لأول مرة منذ عدة أشهر فى مظاهرات أمام مقر مجلس الشعب للمطالبة بحقوقهم ولكن للأسف الشديد لم ينالوا سوى وعود مزيفة.
وهذا بخلاف معاقى الدول المتقدمة الذين تتوفر لهم كل سبل الراحة والأمان ومنها: توفير مساكن، وفرص عمل برواتب مجزية تساعدهم على العيش بكرامة وعزة، وتأهيل الطرق ووسائل المواصلات.. فضلاً عن الدور الرائع الذى يلعبه الإعلام هناك لتثقيف وتوعية الشعوب بكيفية التعامل مع المعاقين وتقديرهم لأنهم حقاً يستحقون التقدير.
العجيب أن نسبة عدد المعاقين فى مصر تقدر بحوالى 8% من إجمالى عدد السكان، ومع ذلك لا يوجد لهم وزير فى الحكومة ولا مقعد واحد فى البرلمان للتعبير عن مطالبهم ومساعدتهم فى حل مشكلاتهم، إلى جانب حرمانهم من لقاء السيد الرئيس مقارنة بباقى فئات المجتمع من الفنانين والإعلاميين والمعلمين والعمال وغيرهم من أصحاب الحظوة المرضى عنهم.
يكفى هؤلاء المعاقين ما يعانون من مشكلات نفسية واجتماعية بسبب إعاقاتهم، فبدلاً من قهرهم وظلمهم وحرمانهم، يجب مساندتهم ومساعدتهم كى يتمكنوا من الصبر على ما يعانون!..
آمل أن يأتى على مصر يوم يشعر فيه كل معاق بأنه إنسان سوى مثل باقى أفراد المجتمع بل أفضل لأن الله أنعم عليه ببلاء إذا احتسب وصبر عليه سيدخله برحمته الجنة!.. وهذا لا يمكن تحقيقه إلا إذا تنازلت حكومتنا النظيفة والذكية وقامت بإنقاذ وتصحيح أوضاع المعاقين ولبت رغباتهم..
المجتمع أيضاً يجب أن يغير وجهة نظره السطحية تجاه المعاقين ويتعامل معهم برحمة ورقى ولا يكون سبباً فى مضاعفة آلامهم، إذا اعتبر كل منا أن هذا المعاق قريبه أو وضع نفسه مكانه، بالتأكيد ستتحسن أحوالهم وسيكونون أكثر قدرة على البذل والعطاء، لأن بداخلهم طاقات مدفونة فى أمس الحاجة إلى من يحييها ويمنحهم الأمل والرغبة فى الحياة.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة