ليس بعيداً عن الأذهان ما حدث فى شيلى خلال الأيام الماضية، حيث احتجاز 33 عاملاً تحت الارض فى منجم سان خوسيه على بعد 700 متر تقريباً لمدة 69 يوماً، وقيام رئيس شيلى سيباستيان بينيرا وزوجته وكبار المسئولين بمجهودات خارقة بالنسبة لنا, وقيام وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بإرسال فريق مكون من أربعة خبراء لإغاثة عمال المناجم العالقين, بالإضافة إلى تخطيط الأزمات الرائع الذى تمثل فى خطة عمل حفرة بعرض الإنسان العادى وخطط أخرى بديلة, وقيادة تميزت بالتفكير الدقيق والسريع، حيث فكروا ابتداءً فى كيفية إيصال الطعام لهم، ثم التفكير فى كيفية إخراجهم مع حساب الوقت بالدقيقية لكل عمل يقومون به، والشعب الشيلى بأجمعه تجمع حول هذا المنجم المنكوب، وينشدون النشيد الوطنى لبلدهم، وكأنهم كالمصريين عندما يشاهدون مباراة كرة قدم للمنتخب.. وبعيداً عما يحدث لعمال مصر من إذلال على أرصفة مجلس الشعب والوزارات والشركات، وبعيداً عن حالتهم الاقتصادية المعدومة والمنتهية منذ زمن بعيد.. أرى أن سيناريوهات هذا الحادث لو حدث فى مصر ستكون كالتالى:
السيناريو الأول: وهو الأقرب للحدوث أن يموت العمال فى المنجم، ولا حس ولا خبر عن الموضوع، وأهالى العمال يتم خطفهم أو تهديدهم لو فتحوا "بقهم".
السيناريو الثانى: أن تتناثر بعض الأخبار عنهم بعد ما يموتوا أكيد ويقال إن السبب ماس كهربائى أو واحد مجنون كان فى المنجم هو اللى عمل كده.
السيناريو الثالث: أن يحدث ضغط إعلامى للحديث فى موضوع العمال، ويظهر أحد المسئولين بعد ما يموت العمال ويقول: احنا عملنا اللى فى ايدينا وده قدر ربنا لازم نؤمن بيه وماتوا موتة شريفة وهم يعملون.
السيناريو الرابع: أن تطلب مصر من إحدى الدول المتقدمة بعد العمال ما يموتوا أن تبحث فى أسباب الانهيار بحجة منع حدوث ذلك مستقبلاً.
السيناريو الخامس: أن تعلن مصر عن مناقصة دولية بعد وفاة جميع العمال، ويقوم بها أحد المسئولين الكبار للقيام بتكملة العمل داخل المنجم لاستخراج باقى الذهب الموجود بداخله بعدما فشل العمال المصريون فى إتمام المهمة.
السيناريو السادس: إعلان الحكومة أنها قامت بدفع ثلاثة آلاف جنيه لأسرة كل متوفى من العمال كتعويض عنه.
الملاحظ أن جميع السيناريوهات تنتهى بالموت، وأن الحكومة تقوم بالتصرف الحكيم الباهر، وهذه السيناريوهات تتطابق تماماً مع ما حدث سابقاً فى حوادث الغرق والاحتراق والانهيار للمواطنين المصريين.
لكن يبقى الإشارة لما قاله لويس أورثوا قائد العمال، "شكراً لتشيلى كلها ولكل الذين ساعدونا، إننى فخور بكونى أعيش هنا".
على عبدالعزيز يكتب: حل أزمة عمال شيلى على الطريقة المصرية
الأربعاء، 03 نوفمبر 2010 04:19 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة