تسال إحدى السيدات، هل هناك خطورة من استخدام التليفون المحمول على المخ؟ وهل له تأثير على الأطفال بشكل خاص؟ وكيف يمكن تفادى أخطاره إذا كان هناك أخطار؟
يجيب الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة وعضو الأكاديمية الأمريكية للمناعة، قائلا، سعت كبرى شركات التليفون المحمول إلى د. "جورج كارلو" الذى يعد من أكبر العلماء الذين يعملون فى مجال أبحاث أمان الأجهزة اللاسلكية، لكى يحصلوا منه على نتائج أبحاث علمية تؤكد أمان استخدام التليفون المحمول على الصحة العامة فى الكبار والأطفال، وبعد دراسات استمرت ست سنوات، وتكلفت 28 مليون دولار تم تمويلها من الشركات المصنعة للمحمول، لم يستطع الرجل القيام بهذا الدور، وحرص على أمانته العلمية وأعلن عن الكثير من الأضرار الجسيمة التى تنتج عن استخدام التليفون المحمول خاصة بالنسبة للأطفال.
فإلى جانب ما هو معروف عن تأثير المحمول على منظمات القلب واضطرابها بسببه، أضاف د." كارلو"، إن استخدام المحمول أثناء الحمل أو بالقرب من الأطفال فى أول عامين بعد الولادة يتسبب من خلال الموجات المنبعثة منه فى تلف وقصور الحاجز الدموى للمخ الذى يمثل البوابة التى تمنع الميكروبات والسموم والأدوية الضارة من الوصول إلى المخ والتأثير على خلاياه، حيث تكون عظام الجمجمة لم تلتئم ببعضها مما يكون له الأثر فيما بعد لحدوث أورام فى هذه المنطقة.
وقد تم عمل مسح للأطفال الذين يستخدمون التليفون المحمول فى بريطانيا فى سن المراهقة من سن 11-16 عاماً، فتبين أن 87% من هذه الشريحة العمرية تستخدم المحمول، وأن 40% منهم يقضون أكثر من 15 دقيقة، 10% يقضون أكثر من 45 دقيقة فى الكلام على الموبايل خلال اليوم، والكارثة أن 70 % من هؤلاء المراهقين قالوا إنهم سيستمرون فى استخدام المحمول حتى لو ظهرت له أية أضرار صحية عليهم، وحتى إن حظرت الحكومة استخدامه لمن هم فى مثل سنهم.
ويقدر عدد المستخدمين للتليفون المحمول على مستوى العالم فى عام 2006 بحوالى 2 مليار شخص، والمؤسف أن من بينهم حوالى 500 مليون طفل ومراهق فى سن النمو، وتقدر الدراسات التى تم إجراؤها عن التأثير البيولوجى للتليفون المحمول والتى تم تمويلها بواسطة الشركات التى تصنعه بحوالى 308 دراسات، ثبت ضرر المحمول بيولوجيا فى 56 % منها، بينما هناك 44 % منها لم تستطع إثبات هذا الضرر، أما الدراسات والأبحاث التى لم تمولها هذه الشركات فنسبة الدراسات التى تثبت الضرر البيولوجى للمحمول فيها تصل إلى 68 %.
وإلى جانب الدراسة الهامة للدكتور "جورج كارلو"، فهناك دراسات أوروبية أخرى تدعمها وتثبت تأثير الموجات الكهرومغناطيسية على الحامض النووى "دى-إن-إيه"، والتغير فى كهرباء المخ وتعرض الجنين للتشوهات بالنسبة للأم الحامل وغيرها من الأضرار، وأن لهذه الموجات أثر تراكمى، وكلما زاد استخدام المحمول كان تأثيره الضار أكبر.
والمؤسف أن أضرار الموجات الكهرومغناطيسية للمحمول لا تظهر بشكل حاد ولكنها تتراكم مع الوقت، وبمرور الزمن تظهر الحالات المرضية التى نخشاها، وربما لا نربطها باستخدام التليفون المحمول، ولا بما يحيط بنا من التلوث بالموجات الكهرومغناطيسية الأخرى التى تحيط بنا مثل أجهزة الراديو والتليفزيون والكمبيوتر، والتى تزيد من أضرار المحمول وتضاعفها، والحالات التى ظهرت فى نهاية التسعينيات كانت بداية تأثيرها فى الثمانينيات، وأعتقد أن المنطقة العربية سوف تعانى خلال السنوات العشر القادمة نتيجة الاستخدام غير المرشد للتليفون المحمول الذى يستخدم للرغى والكلام لعدة ساعات على الأذن، مع ملاحظة أن استخدام المحمول لم ينتشر فى هذه المنطقة إلا فى بداية التسعينيات، ولقد تم إدراج أضرار التلوث بالموجات الكهرومغناطيسية كنوع من التلوث شديد الخطورة على الصحة مثل التلوث من التدخين والاسبيستوس، وكذلك التسمم البطىء بالرصاص.
ويقول البروفيسور "ليف سولفورد"، رئيس قسم الأبحاث بجامعة "لوند" السويدية (السويد أكبر مصدر للتليفون المحمول فى العالم)، إننا لا نحتاج لأن ننتظر المستقبل لكى نشعر بخطورة وحجم ما يحدثه المحمول من أضرار، بل إننا نشعر به الآن، فأورام المخ الخبيثة تعد ثانى أسباب الوفاة من السرطان فى الأطفال أقل من 15 عاماً، وأيضا فى الشباب أقل من 34 عاماً فى السويد.
ويضيف د."سولفورد"، إنك عندما تستخدم المحمول على أذنيك لمدة طويلة فإنك تضع بإرادتك ميكروويف يمكن أن يطهو خلايا مخك على الهادى، وفى أستراليا تعتبر أورام المخ هى السبب الأول للوفاة من السرطان، وهو ما يشير بأصبع الاتهام إلى التأثير طويل المدى للموجات الكهرومغناطيسية الناتجة عن استخدام المحمول، وفى إحدى حلقات برنامج "الشأن الحالي" على التليفزيون الأسترالى ظهر واحد من جراحى المخ والأعصاب البارزين وهو د."تشارلى تيو" ليعلن أن ازدياد نسبة سرطان المخ بنسبة 21% فى الأطفال فى الآونة الأخيرة له علاقة باستخدام التليفون المحمول، والتعرض للموجات الكهرومغناطيسية بكثرة، وحذر الأهالى من استخدام الأطفال والشباب الصغير للمحمول، وفى نفس الوقت اعترف الطبيب أن ابنته البالغة من العمر 12 عاماً لديها أكثر من محمول وتستخدمه بكثرة، وهو لا يستطيع أن يمنعها، وهو ما يسبب انزعاجه الشديد وقلقه عليها.
وفى تقرير آخر خرج من معهد البحوث العصبية التشخيصية "مارابيلا " لمجموعة من العلماء الأسبان فى أبريل عام 2004 تبين أن مكالمة المحمول التى تستغرق دقيقتين فقط تسبب اضطراباً فى الموجات الكهربائية الطبيعية فى المخ لمدة ساعة، وفى نفس التقرير، أظهرت الدراسات أن سماع الراديو عبرالمحمول يضاعف من قوة الموجات الكهرومغناطيسية ويجعلها تخترق لمكان أعمق فى المخ وليس مجرد الأذن فقط، وحذرت الدراسة من أن تأثير هذه الموجات على الأطفال على المدى الطويل يمكن أن يؤثر على حالتهم النفسية والسلوكية، ويمكن أن يسبب مشاكل فى قدرتهم على التعلم من خلال انخفاض مستوى التركيز، وضعف الذاكرة، ونقص القدرة على الاستيعاب والتعلم، بالإضافة إلى بعض السلوكيات العدوانية غير المبررة.
أما عن استخدام التليفون المحمول أثناء الحمل أو بالقرب من المولود فى الشهور الأولى بعد الولادة، فهناك دراسات بواسطة د.روبرت كين تؤكد زيادة نسبة حدوث مرض التوحد "اوتيزم" نتيجة التعرض بكثرة للموجات الكهرومغناطيسية وقد لوحظ من خلال الدراسة ارتفاع نسبة الإصابة بمرض التوحد من 4-5 من بين كل عشرة آلاف طفل لتصبح واحدا لكل 500 طفل، والشيء المثير حقاً أن هذه الموجات تؤثر أيضا على جهاز المناعة الذى لم يكتمل نموه بعد فى هذه السن المبكرة.
أما أطباء الأسنان فى بريطانيا، فقد حذروا من زيادة وقت التحدث عبر التليفون المحمول لأنه قد يكون له تأثير على زيادة نسبة سرطان الفم عند شريحة المراهقين، وأن زيادة تأثير الموجات الكهرومغناطيسة للمحمول يزداد خاصة عند الذين يركبون فى أسنانهم معادن لتقويم الأسنان.
ولعل تحذيرنا اليوم لا ينبغى بالضرورة أن يستتبعه قرار حاسم بحظر استخدام المحمول، فهو غير ممكن ويكاد يكون مستحيلاً، إلا أنه صيحة تحذير للأهل وللشباب لكى لا يستخدموا المحمول فى السن الصغير، وإذا اضطر الكبار إلى استخدامه فلأقل وقت ممكن وفى أضيق الحدود، وبالشروط التالية:
1- ينبغى أن يقتصر استخدام الموبايل على الأمور الهامة والطوارئ فقط، لا أن يكون وسيلة للرغى والمناقشات الطويلة، وتكملة المناقشة على تليفون أرضى قريب.
2- ينبغى ألا تزيد مدة المكالمة عن دقيقتين.
3- ينبغى ألا يوضع الموبايل فى الجيب سواء فى الجاكيت أو البنطلون.
4- ينبغى ألا يوضع الموبايل فى الحزام أو فى غلاف به معدن لأن ذلك يزيد من نسبة امتصاص الموجات اللكهرومغناطيسية.
5- يجب ارتداء سماعات من نوعيات معينة عند الكلام بحيث يظل الموبايل بعيداً عن الرأس والجسم.
6- حاول استخدام الرسائل بدلاً من المكالمات بقدر الإمكان.
7- ينبغى عدم استخدام المحمول فى الأماكن المغلقة مثل المصعد أو داخل السيارة، حيث تخرج من التليفون المحمول آنذاك موجات أقوى لكى تتم عملية الاتصال، ويتم امتصاص جزء كبير منها من خلال جسم الإنسان وخلاياه.
8- لا تحاول استخدام الموبايل عندما تكون إشارة الشبكة على أول شرطة لنفس السبب السابق.
9- عندما تشترى موبايل ينبغى أن تبحث فى كتالوج التشغيل الخاص به عما يسمى SAR وهو اختصار Specefic Absorption Rate أى نسبة الامتصاص النوعية التى تحدث من خلال امتصاص الجسم لما يصدر عن الموبايل من طاقة وإشعاع، وكلما كانت هذه النسبة أقل، كلما كان ذلك أفضل.
10- تجنب أخذ المحمول معك إلى الفراش أو تحت المخدة التى تنام عليها لأن الموجات المنبعثة منه قد تؤثر على كهرباء المخ، مما يسبب اضطراب النوم، صداع، عدم تركيز، نسيان.
لأنه يؤثر على حالة الأطفال النفسية والسلوكية وانخفاض مستوى التركيز..
العلماء يحذرون من استخدام الأطفال للمحمول
الأربعاء، 03 نوفمبر 2010 02:44 م
الدكتور عبد الهادى مصباح أستاذ المناعة وعضو الأكاديمية الأمريكية للمناعة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة